منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رماد السنبلة
الموضوع: رماد السنبلة
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2012, 04:03 PM   #1
نور الدين العايدي
( شاعر )

الصورة الرمزية نور الدين العايدي

 






 

 مواضيع العضو
 
0 أن تمشي حافياً..ربما هي أمنية
0 رماد السنبلة

معدل تقييم المستوى: 0

نور الدين العايدي غير متواجد حاليا

افتراضي رماد السنبلة


رماد السنبلة








و أظلُّ معتقلَ الصدى
و أظلُّ مشتعلَ المَدى
و تظلُّ أنفاسُ الدروبِ مهاجرةْ
وتظلُّ أشواكُ المسافةِ كافرةْ
و الليل قسَّمه الطغاةُ،
و أدمعي شذراتُ حلم التائهينَ،
و قد مضى من ليلنا ستونَ برداً،
و ارتعاشٌ حدَّ أرشفة السكونْ
و تُكفَّنُ الأحلامُ،
تفتلها الثواني الحائرةْ
و أنا الجوى،
حرْفٌ بِعُرْضِ البحر يخنقُه الصقيعُ،
و أمنيات الراحلينَ بقدر ما سمح الرحيلْ
لكنْ تكسرت الفيافي كالمطرْ
قطعاً كروحي في غمام الذاكرةْ
مدنٌ من الأسمنت تختطف الجهاتِ،
و حزننا قمرُ الشتاتِ،
و طحلب المنفى،
و قبرُ القُبَّرَةْ
ماذا سأخسرُ عندما أغدو
غناءً للصباح، و عشبةً للبحر،
أو أضغاثَ حلْمٍ للحمامْ
الليل يمعن في القتامْ
و البحر يوغل في الصقيعْ
و أنا الجوى،
و شتات أحلام القصيدِ،
و قُبلةٌ قد دفَّأتْ قلب الشتاءِ،
و قِبلةٌ تتهجُّد الأبيات فيها
عندما يطأ الغيابْ
أحلامَ هاتيك البيادر و القبابْ
هل حيرة الأصدافِ
إلَّا رعشةٌ للأسئلةْ ؟
ليلٌ تلاطمَ حلمُه
حتى رماد الأفئدةْ
و تذوب أحرفنا كحبر السنبلةْ
تيهٌ تَوشَّحَ بالغيابِ،
كأنه صمتُ الصباح
بلا اخضرار البسملةْ
و تُرى ستلتفتُ الدروبُ
إلى لهاث المتعبين من الكرى
و تشقُّقاتِ الأزمنةْ ؟
آهٌ تجلجلنا،
و ثمَّة ما تبقى
في انفجار التكملةْ .

 

نور الدين العايدي غير متصل   رد مع اقتباس