منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - نقد النقد..
الموضوع: نقد النقد..
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2011, 11:42 PM   #1
عبد الرزاق دخين
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الرزاق دخين

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 13

عبد الرزاق دخين غير متواجد حاليا

افتراضي نقد النقد..




أن يكون لك رأياً، فإن ذلك لا يعني أن لديك تشريعاً!..

كنت أود التَّعليق على ما تفضل به الأستاذ القدير / عبد الله العويمر تحت عنوان (( فيديو كليبات "أدبية" غير مؤدبة )) غير أنني وجدت أنه ربما أطيل في ردي، ففضلت أن يكون رأيي مستقلاً بإعتبار أن الموضوع متشعباً، ويحتاج إلى التَّطرق إلى أكثر من قضية حسب ما أورد الكاتب من مسميات - مثلاً -، كالفن/قيمة جمالية، والشِّعر/قيمة حسِّية، والمرأة/الإنسان، - وهي هنا بيت القصيد -، ورغم كل ذلك لم يأت بأي شاهد من الشَّواهد الَّتي تدعم "رأيه" في ذلك، وحقيقة الأمر أننا تعودنا على أن يجعل كل منا "رأيه" قاعدة يبني عليها.

المرأة في الإسلام..

في التَّشريع تختلف المرأة عن الرَّجل في قضايا محددة مثل الزَّواج، والإرث، والقوامة/المسئولية المادية، وهذي القضايا منطقية بحكم التَّكوين البيلوجي، والهرموني، إذ كيف ستتبين الأنساب إن تزوجت المرأة بأكثر من رجل؟، وهكذا أيضاً كان حظ الذَّكر، كحظ الأنثيين لأن القوامة تعود إلى الذَّكر، أما ما عدا ذلك، فإن شأن المرأة هو نفس شأن الرَّجل، وما تم هو عملية إسقاط ذلك على كل شؤون المرأة دونما أي حجة شرعية، أو شاهد، وهو الأمر الَّذي أستقر في اللاوعي/العقل العربي الجمعي، وعليه سأورد شاهدين على ذلك، وأضع السؤال بعد كل شاهد :

1 . قال تعالى : (( يَا أَيُهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِتْ أَقْدَامَكُمْ‎ ))، وبالطبع مثل هنالك في القرآن الكريم الكثير الكثير من الآيات الَّتي تبدأ بـ (( يَا أَيُهَا الَّذِينَ آمَنُوا........ ))، والسِّؤال :

من يستطيع القول بأن الَّذين آمنوا هم الرِّجال فقط؟.

2 . من أجمل ما قرأت في التِّراث العربي لأبي الدَّرداء، فتأملوا معي :

الرِّجال أربعة :

رجلٌ يدري، ويدري أنَّه يدري، فذلك عالم، فاتبعوه.
ورجلٌ يدري، ولا يدري أنَّه يدري، فذلك نائم، فأيقظوه.
ورجلٌ لا يدري، ويدري أنَّه لا يدري، فذلك جاهل، فعلموه.
ورجلٌ لا يدري، ولا يدري أنَّه لا يدري، فذلك أحمق، فاتركوه، والسِّؤال :

ترى.. هل فقط هو الرَّجل الَّذي يدري، ولا يدري؟!.. ألا ينطبق ذلك - على أقل تقدير - على المرأة؟!.. ثمَّ لماذا لم يقل المرء/الإنسان بإعتبار المرء هو الرَّجل، والمرأة على حد سوى؟!.

المرأة في الواقع العربي المعاصر/ من الماء إلى الماء..

برأيي إن أولئك الَّذين يدعون - بكل أنواع الإدعاءات - أنهم قد أعطوا المرأة حقوقها الثَّقافية/السِّياسية، والإجتماعية، والإنسانية، وغير ذلك، هم أكثر ظلماً من سواهم، إذ أن تصادر حقوق المرأة، فذلك أفضل من أن توظف حقوقها لمصالحك السِّياسية، وبرأيي أننا كثيراً ما ننظر إلى المرأة نظرة دونية إليها، ونتعامل معها، ونتحدث معها من فوق، وكأنها إما سلعة للعرض!، أو وسيلة للدعاية، والإعلان!، أو وكأنها من كائنات غير العاقل، أي ليس لها رأي في حق نفسها!، وليس لها أي دور، أو إختيار فيما تذهب إليه.

هنالك مدرسة في الشِّعر تُسمَّى الإيروتيكية، وليس الأدب العربي، أو التِّراث العربي غريباً عنها مثل العقد الفريد، المستطرف في كل فن مستظرف، وألف ليلة، وليلة، وغير ذلك، ثمَّ كيف لنا أن نقيمَ محاكمَ التَّفتيش، ونحاكم النَّاس على نواياهم، وقد شاءت اللَّغة أن تكون السَّماء أنثى، والأرض أنثى، والحياة أنثى، والجنَّة أنثى، والكثير من عظائم الأمور؟!.

أخيراً.. لا بد لي من الإشارة إلى سؤال الأخت / سماء غازي، والَّذي أعجبت به : (( كيف يمكن الفصل بين الوصف والإبتذال ))، وها أنا أضيف إليه :
- ما هي المسؤولية القانونية، والأخلاقية بين المعلوم/الإشارة الصَّريحة للاسم، والمجهول/الضَّمائر غير محددة الأسماء فيما نكتب؟.
- هل يستطيع المرء أن يكتب ما يشاء لنقرأ نحن كيف نشاء؟.

هو رأي، فحسب.

 

التوقيع


أعمى هو المساء الَّذي ليس فيه قمرًا.

عبد الرزاق دخين غير متصل   رد مع اقتباس