منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رَسائل قَيد التّسليم .
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-15-2011, 02:28 AM   #1
الموج
( كاتبة )

افتراضي رَسائل قَيد التّسليم .



( 1 )
( يُربِكني صَوتُه حينَ يكُون قد استَيقظَ لتوّه من النّوم ، أتلعَثم كَثيراً وأصمتُ كثيراً أحاولُ عَبثاً أن أرتّب الأفكارَ في رأسي فيبْعِدُها ببحّة شقيَّة تُوخِزُ قَلبي لأنتَبه إلى النّعاس الجَميل عَلى جِفنيه ! يشقُ وجه الصّباح أمامَ أحلامي ، يملَأ راحَتيّ ورداً يخصّني فقَط ، يهدِيني ضحكَةً مشاغِبة أبدءُ بِها يَومي ، يُعيد إلى ذاكِرتي حُلم الطّفولةِ الأوّل . . ! )

هَكذا كنتُ أتخيَّلك في وُجودِك معي ذاتَ حُلم أبيضْ ، كنتَ أشبه إلى أن تَكون طريقاً ممنُوعة أنا من المضيّ إليه ، فأقفُ ملءَ عَجزي أحلمُ بكَ ، وتفاصِيلكَ التي أرسُمها كما لقلبي أن يتخيّلها ، وملامِحُك التي أحببتُها كما جئتَني بِها ، كنتُ لا ألتفتُ خلفي لئَن لا أرىَ مدى انِكساري في غيابِك ، كنُت لا أعيرُ إهتماماً للأصواتَ الصاخبّة خلفي وأنا أمضي إلى الطّريق الوَحيد الذي قد يأخُذني إليكَ أو يقتُلني وأنا على عَتبته لئَن لا أتراجَع فأندَم ذاتَ يومْ على ما فعَلتْ . . كُنت يا حَبيبي أتظاهَر بالعَمى إن كان إبصاري لن يَدلّني عليكْ ، كُنت أحاولُ عبثاً أن أتجرّد من إدراكي علّ العُمر يرفِقُ بي فتأتيني أنتَ متقبّلاً ما أصبحتُ عليه لأجل أن أصلكَ فقَط !
كانَت الأشياء تَقسو عليّ كثيراً في غِيابك ، أسمَع قهقتَها وأنا أبكي حَنيني . . كانت تَرمقُني بنَظراتِها الشّامتة على قلبي وروحي من دُونك . . وباتُ غُبارها يفضَح أنّني على عِلاقَةٍ سيئَةٍ بها فتنهَالُ عليّ أسئلَةٌ تفتُك بي بالخفاءْ . . !
أكره المرآةَ التي وقفتُ أمامهَا ذاتَ يومٍ أرتّب زينَتي قبَل أن ألتقي بِك ، أكره الكِتاب الذي يحويّ بين ضفّتيه رائِحتُك وبعضاً من هَمسك في آخر كل صفحَة ، أكرَه ربطَة الشّعر التي كنتُ أنتظرُك حتّى تربِطَ بها شَعري ، أكرَه فُستاني الأسَود الذي أحببتَه كثيراً ذاتَ خيالْ . . أكرّه كل شيء يذكّرني بِبرد المَسافَة بيني وبينَك !!
أكانَ علينا أن نمْضي في أحلامَنا حتَّى نَهوي في قاعِ المُستَحيل ؟ فيبقَى كلّ منِّا على الجَانبِ الآخر من الحَياة ؟
( 2 )
كلّ شيءٍ حَولي مُضطّرب ، وكلّ الوُجوه باتَت مَلامِحُها أقَربُ إلى الصّمتِ . . تَماماً كالعُمر مِن دُونكْ ! تُشبه تَماماً دَرب الغِياب الذي تَزرَعه بيديَك وأحصُده أنا جَفافاً وحُزناً يفتُك بي . .يمزِّقُ أحشَاءَ قلبي . . يأتي بِصورِك أمامَ ذاكرتي . . يستفزّها لتَصرخُ ، لتَبكي ، لتتعرّى أمامَ السّماء فتَشي بجُروحِها التي ما اندَملت بَعدَ دهرٍ من رَحيل ما كانَ يجبُ عليه أن يَكون ! هَكذا أمضِي إلى حَيثُ كلّ شيءٍ يصوِّب بِنانه إلى قَلبي . . إلى حَيثُ كل شيءٍ يذّكرني بِعُمق المَسافَة التي يسكُنها كِلانا ، إلى حَيثُ كل شيءٍ رماديّ من بَعدكْ ، إلى حَيثُ كل شيءٍ أقربُ ما يَكُون إلى موتٍ بَشعْ ! كُنت قَبل أن أصافِح قلبَك روُحاً تُجيد فنّ الصّمت ، والإبتسامِ حتّى في وَجه الحُزن . فكَيف سَرقت منّي صَبري ؟ ، وحقنتَ أوردَتي بحَنين يَجُوب جَسدي الضّئيل فتَظهر عليه أعراضَ الأرَق . . عَفوا ؛ أقصِدُ أعراضَ الحُب . . فأصبِح المُدانَة الوَحيدة أمامَ القَدر ، ليقتصّ منّي بأن يأخُذَك عَن طَريقي . . ويخلّفُ في صَدري بَقايا أحلام لا تسعَى سِوىَ لبَعضٍ من صَوتِك ، أو شيئاً من الدّفء الذي كانَ بينَ ذراعَيكَ . . أصبِحُ أنا الوَحيدة في أعيُنهم وأعينِ الزّمن أنثّى أجرَمت حينَ منَحت قَلبها فُرصَةً للعشقْ ، فُرصَةً ليعَيش فوقَ غيمَةٍ كانت عابِرة ، فَرصةً ليتكلّم فينطِقُ بالحُب !
إذاً فأنا الآن مجرِمَة تتربّص بِها العُيون . . سُكبت أحلامُها على قارِعة طَريقٍ مَجهول تَبحثُ وَراء قُضبانِ الحَياة عَن مخرَج يقُودُها إلى الحَياة . . !
يَقُودها إلى إليكَ فَتخُفيها عَنهم بينَ عينيكَ ، تُسكِنُها قَلبك ، تُواريها بينَ ذراعَيك عَن أيدي الزّمن ! تمنَحها فُرصة المُكوثِ بأمانٍ تحتَ جَناحيكَ . . تغُمرها حُباً لا يشبه حباً آخر . . تُبكيها حينَ تغضَب لتَعُود فتحتَضنها بقوّة أكثر ! تُلبِسُها ثوبَ الفَرح فتُصبحَ بكَ أجملُ كثيراً . . وتحبّك في كل لحظةٍ أكثَر !!
مَا الضّير ببعضِ حبٍ ؟ ببعضِ لقاء يُشبه فَرحة طفلٍ بالمَطر ؟ ببعضِ هُدوء يلفُّ أرواحَنا ؟ ببعضِ أمانٍ تَسكبه الحَياة في صُدورنا ؟
* كُتبت في :
7 - 4 - 2011
15 - 4 - 2011

 

التوقيع

" إنَّما أشْكُوا بثَّي وحُزنيِّ إلى الله "

الموج غير متصل   رد مع اقتباس