.".
يَنتشِي حِبر القَلم فِي وَجهِ اللَّيل
وَ تَأتِي الرِّياحُ مِن مُحيَاهَا .. صَارخةً بِحدَّتِها
وَ هَذا الغَيمُ كَوجهِ قَلبِي .. يَتسامى بَينَ النُّجوم
فأمضِي بِخَارطتِي لأبحثَ عن وَطنٍ لأغفُو
يَحملُنِي بِورقِ الصَّحِيفة فِي جَنائنِ الحُروف
سَأمضِي رُغمَ تَشظِّي بَابِي الأسَري
وَ أيُّ وَطنٍ سَيفتحُ لِوجهِي بَاباً عَشِيَّا ..؟
عَاصمةُ الشَّجر !
وَرقُ عُمري
وَ عُشبُ أنَاملِي
أغصَانُ صِراعاتِي
قَد انتهُوا عَن سِرٍّ مَرِير
وَ هَذا القَلبُ مُمرَّغٌ بِطينِ الخَرِيف
وَ ذَاك الطِّفلُ المَارحُ عَلى سُورِ الشَّمس
قَد أطلقَ أغَانيهِ عَبرَ فَمهِ الكَسُول
وَ حِينَ اللَّيل .. يَنزوي لِيبحثَ عن فِراشٍ قَدِيم
عَن سَقفٍ لا يَعبرهُ سِوى النُّجوم
لا سِهام السَّعِير !
أُريدُ مَنزلاً يَتكوَّن مِن سَبعِ أُغنياتٍ عَرِيقَة
وَ النَّبعُ فِي مَجراهِ لا يَتوقَّف
أُريدُ زَهرةً جَبلِيَّة تَقفُ بِفِتنتِها / نَاهِضةً لِوجهِي بِالشُّروق
وَ أنَامِلاً تَعزفُ بِجنُونِ النَّاي
وَ غَيماً مَفتُوحاً .. يَعُومونِي مَطراً تِلو مَطرٍ عَظِيمْ
وَ امرأةً تَقطفُ الرَّغِيفَ مِن سُرَّةِ النَّهار
بِحجمِ قَلبِها وَ عُمرهَا .. تَطُلُّ عَلى وَجهِي بِشعلةِ عَينِهَا
كَقندِيلٍ يَزورني المَساء .. دُونَ أنْ تَترك فِي مَنزلِي خَطوةً وَاحِدة
وَ إِنِّي أكتُب .. بِفَمِ اللَّيل الذِي لا يَنتهِي
فأسْمِعُونِي مَعانِي الصَّدر .. عِندمَا تَتحدَّث مِن فَمهِ الكَبِيرْ .