[عبدالإله المالك]

عزيزي الشاعر/ عوض الظامي

هذا عوض الذي نعرفه وهذا الشعر الذي نترقبه ونحب سماعه ويطربنا ونطربه ..

أبيات لم تكتب لأجل ملء الفراغ الشعري ,, بل كتبتها القريحة الحرة الوهاجة، الشعر حضر هنا بقضة وقضيضة بإلهامه وأشجانه .. بالزفرات والنبرات والآهات والتولهات.

إنني وبكل تأكيد .. أضع هذه الأبيات في مصاف القصائد المنتقاة من وادي عبقر الشعر. الفلسفة والحكمة والامتثال بأضداد تم تضمينها في جوهر القصيدة بمزيج مترابط متراص كل شطر يردف ما بعده وكل بيت ينثال سلسا رقراقا لما بعده .. الأبيات كل كلمة متماسكة مع جميع ما ورد ذكره قبلها أو سيرد ذكره بعدها في إطار شاعري رشيق وقوي ومتين وموسيقاه مرهفة بارعة الارهاف .. الشد والربط تم بخيوط ٍ من حرير بين الأفكار والأهداف والصور الشعرية المجنحة والخيالات العذبة كأبيات ٍ نسجت من خيالات فكر الألِق الحُرّ المستنير

لن افند الأبيات وادخل في تفاصيلها الدقيقة فهي تحتاج إلى صفحات من التحليل المسهب والدراسة المستفيضة .. ولكن ساكتفي بقراءة النص فهو يجبرك على الاستمرار في معادوة الاستمتاع والتذوق والنهل من مناهله العذبة.

المدخل لاستهلالة القصيدة يسبر لنا غور شاعر مرهف الاحسايس، تتولد المعاناة لديه عبر انعكاسات اللغة الشعرية الشفيفة المعبرة عنه وعن ما يختلج في نفسه النقية البيضاء رغم أن الوسيلة والحيلة قد اعيته.
ويعرج بنا على أن ذا الجهل ينعم بجهالته .. ولكن صاحب العقل يشقى ويتعب بعقله. وكما قال من قبل شاعر العرب الكبير المتنبي : ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
وأخو الجهالة بالشقاوة ينعم
ويتبعها من الأبيات ذات الأخيلة والتصاوير العالية إلى أن نصل إلى مسك الختام ولا أروع
وهمسه مثل نسمة آخر الليل بشويش / وضحكة مثل صبح في عيد الضحية ..
فالعتب والمشاريه مشتركة ولكن التعامل مختلف.

هذه الأبيات كتبتها الروح والألم ولم يكتبها اللسان والقلم

بحق ابدعت يا عوض.. فشكرا وشكرا ثم شكرا