صبا الجهني
[poem=font=",6,sienna,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=1 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
قبل الوداع اللي تكفكـف بالاعمـاق =وقبل الجروح اللي ترافـق سنينـي
عندي سؤال(ن)يكشف غموض الافاق= يوضـح الرؤيـا.. ودربـي يبينـي
ومن منطلق حط الآمل بين الاحداق= ومن زاوية منهـو هوانـي يجينـي [/poem]
نصٌ باذخ يصافح عنان السماء في في رائعة النهار وفي الهزيع آخر المساء تبدأ الأبيات بذكر اللوعة والأسى والشجن بداية خلاقة للنص ومدخل يهيءُ لما بعده من حيث طرح السؤال يكشف عن كنه ما يختلج داخل الأعماق ويبين ما تحتويه .. وهذا اسلوب شاعري منبثق من الشاعرية الشفيفة .. يليها صورة شعرية غير مسبوقة ببيت ولا أروع "من منطلق حط الآمل بين الأحداق .. ومن زاوية منهو هواني يجيني.. فلأنس في الغرق في متاهات التوله والشكوى من مرارة الزمن.. هنا لفتة معطاءة فهي كهتان الغيم تمطر حبا وودا وحنينا .. فتسقي الأرض ومن عليها من صفاء الحنين.
فيأتي السؤال وبصيغة شاعرية صدامة ومشوقة وجاذبة إلى أين نحن نذهب ... وإلى أي اتجاه يذهب هذا الهوى بنا.. فالدرب غدى موحشا وبدأت تعتلي نبرات الأسى .. فتأتي هو الاستفهامية اسم الاشارة كأنها أداة حزن وأسى وحنين ومشاريه "هل باقي ٍ من حلمنا ,,"
المكانة العلية تتمثل في النعت بـ "ياسيد المعنى.." وحرف المناداة يا ... ليست للنداء فحسب بل هي لتحريك المشاعر الراكدة وبث الحياة فيها مرة أخرى .. وصورة شعرية جميلة تمثلت في أن غبار الوقت قد أصاب العين بالقذى فخبتت الأحلام والطموحات اللذيذة.
فتخاطبه صراحة بأن عليه أن يتأكد ويسأل بقايا الليل فهو أدرى بالمحبين ومعاناتهم "سل بقايا الليل عن وقت .." والواقع ضيق اضيق من المدى رغم اتساع مساحاته.
تناغم القوافي ينم عن كينونة شاعرية مرهفة وبناء القصيدة يكشف عن شاعرية ذواقة ومشرقة وتعمل على انتقاء المفردات والكلمات كفرز حبات اللؤلؤ
يا صبا ، هذا نص مبدع .. أبدعتٍ والله