يا سربال ُ
حياكِ الله مرة أخرى ..
وهذا البحر المتقارب كان من روّاده بكثرة شاعر العرب الكبير "ألمتنبي".
من يكتب على هذا البحر رغم قصر التجارب الشعرية فهو صاحب ملكة شعرية خلاقة.
أما عن القافية فقواعد الشعر الفصيح تتعارض مع الشعبي جملة وتفصيلاً .. صدر البيت في الفصيح لا يقبل أن يكون على قافية واحدة، خلافا للحال في الشعبي والذي -بحسب اعتقادي- قامت العرب بعد فقدان التشكيل في آواخر الكلمات (النحو والصرف) وضياع قواعد اللغة لديهم لتفشي العامية وكثرة دخول الأقوام الأخرى، باستخدام القافية في الصدر والعجز محاولة لضبط الأوزان وايقاع الأبيات وحفظ عدد حروفها وانعكاساً لحالتهم وحالهم بعد فقدان نفوذهم على من تعرب ودخل فيهم.
إنّ استخدام القافية في الصدر والعجز في كل أبيات القصيدة له هو أمر مرذول وغير مستخدم في الفصيح ولا ينبغي القيام به، لأن التحليق في فضاءات القصيدة والتجنيح في الأخيلة يتطلب عدم كبح جماحها والابتعاد عن القيود المتمثلة في تكرار القوافي في الصدر والعجز.
القافية هي من اقتفاء السامع لها وكذلك الشاعر يقتفي الكلمة والجرس الموسيقي الدَّال على ختام جمل ذات تناغم موسيقي موحد تنتهي في عجز البيت لا في صدره.
إن الشعر الفصيح يسمح بتماثل القافية وتكرارها في صدر وعجز البيت الأول فقط من القصيدة وتسمى هذه الحالة الشعرية بـ "التصريع" . ومثال ذلك البيت التالي:
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=1 align=center use=ex num="0,black""]
لأهلي بعرعرَ مني سلام ُ=تعطر منهُ الشذى والخزامُ[/poem]
الروي هنا الألف والميم
وشكرا