رجاء :
لا تُفلِت خِنجرك إلا وقد أطمأنت نفسُك ونفسي أن الروحَ فارقت جسدي بلا عودة ..
أشتهي الأن أن أُحدِثك عن نفسي قليلاً فليتسع صدرُك لحديثي رفيق الحياة , قد يكونُ الأخيرَ رُبما ,
البارحة حدثتُك أني تمنيتُ أمنيةً مجنونةً , ولو علت الأتربةُ روحي الكريهة , لكنها قريبةٌ منك ,
كانت أمي تقول لي دوماً أنها تبكي حين كان الموتُ يقتربُ مني وينهشُ جسدي الغض دونَ أن يصغي لنداءاتها بأنني لازلتُ صغيرةً ,
وحينَ دمعتَ عيناها الكريمتان رقَ قلبُهُ ورحلَ على وعدٍ أنهُ لن يُمهلني طويلاً , لحظتَها أدركتُ أني سأكونُ مختلفةً , وأن أياماً لا أعلمُ عددها ستُرافِقُني ما شاءَ اللهُ لها ثم عند نبضةٍ ما لن يشرقَ علي صباحُها ,
هذه أنا سيدي , مخلوقةٌ من الموت , لكن الكلَ يرحلُ وأبقى أنا , هل سمعتَ ببؤسٍ أكثرَ من هذا ؟!!
مخلوقةٌ من الموت , ومعدتي التي تتمزقُ منذُ فجرِ هذا اليوم , رغم أنني أتبعتُ نصائحَ أمي التي حفظتٌها ليوم كهذا ( إن أوجعك راسك اكرميه , وإن أوجعك بطنك احرميه )
كم أنتي طيبةٌ أماه , كم أحبكِ , كم أتمنى أن أحتضِنك بعد أن لفِظتني أرحبُ بقاعِ الدنيا , هههههههـ يا أمي , أتاذنين لي بلقمةٍ ولو صغيرةً أستعينُ بها على وجعِ روحي , مدللتُكِ الصغيرة يزورها الموتُ كما وعدها , فارفُقي بدمعِك أماه ,
مرهقةٌ يا رفيقي :
وموجوعةٌ هذا المساء ،
لا تنفك عن الدعاء وإن لم أعود