مدخل أخر :
أنا .. أنا .. أنا , أستمد من أنفاسك أنفاسي , ف لأجلي : لا ترهقها صعودا ..
يا صاحب القلب الأبيض ,
مرهقة هذا المساء أيضا ,
والعالم الإسلامي حتى وهو يئن تحت ويلات الحروب والفقر والجوع والتشرد والفرقة ,
يتأهب لاستقبال يوم عظيم , يقول قريب لي إنه سمع خطيب الجمعة يحدث أن يوم الغد هو يوم الجوائز ,
وأن الليالي التي أضاء ليلها صلوات اختلط فيها الوقوف بالدعوات والدموع , وأن الأيام التي استجاب فيها عباد الرحمن لندائه فامتنعوا عن المأكل والمشرب طاعة له سبحانه ,
سيكون الغد هو فرحهم , وموعدا لتوزيع هدايا الكريم سبحانه ,
وأنا , أبحث في شراييني عن دمعة الفرح وهي تسري خلالها ولا أمسك بها ,
مرهقة يا رفيق الحياة ,
والإبتسامة التي وعدتك أني لن أنزعها من ثغري ما حييت , تطلب من الله أن يغفر لها ما أزهقته من دماء سالت على أرض طيبة نقية بيضاء كصباح هذه الليلة ,
أعتذر , أعتذر , أعتذر ,
عندما ارتميت في حضن أبي وهو الصدر الذي لم تنشق الأرض عن أجمل منه ولا أرحب ولا أدفى , وبكيت في حضنه , وأنا أسأله : يا والدي : أيمكن لقلب غرسه الله بين ضلوعي رقيقا شفافا أن يجرح النسمات التي تهب عليه فتأخذه معها حيث الغيمات , فتزيده رقة وبياضا , أو قد يحصل يا أبتاه ؟!
ويقسم وهو الصادق أبدا , أن السماء قد تسقط على الأرض وتعانقها , ولا يختلط قلبي بوجع أحدهم ,
تعال الأن يا أبي , أو اطلبني هذه الليلة لأرحل إليك , واكشف لي عن صدرك ولو أنه منذ زمن بعيد جدا أصبح ترابا , لأعتنقه وأخبره , أن نبوءته لم تصدق ..
عائدة فلا تنفك عن الدعاء ..