طبعاً أنا اعرف عوض الظامي جميل المعرفة
انسانٌ لا يُجامِلُ في الشعر ولا يُداهنُ في ابداءِ رأيهِ فيهِ ..
وهذهِ جرأة ٌ متناهية ٌ.. وسِمَة ٌ من سِمَاتِ الشّعراءِ المميزين ..
أولمْ يقل قائلهم: أيّ مجد ٍ ارتقي .. أيّ عظيم ٍ اتقي .. الخ
عوضُ يجسدُ حالة َ التميز في التعامل مع النصوص ومع التفريق بين الشعر العبقري من الشعر الركيك ..
هنا التهنئة ُ بالعيدِ مُزجَاة ٌ وموجهة ٌ للجميع .. ومن بابِ ادهاش ِ المتلقي والاستمرار في شدّ ِ انتباهِ .. يأتي هنا السؤال المفاجىءُ بـِ اشتقصد .. هنا يَنزاحُ من لدُنّ ِ المتلقينَ أيّ نوع ٍ من أنواع الرتابة أو التكرار في الحالةِ البنيويّةِ والتقريريّةِ الشعريّةِ .. فاشبهُ ما يكون بحالةِ اسقاطٍ وبثِ روح ِ كائن ٍ حيٍّ جميل ٍ في النصِّ من حيث ُ الحوار مع النصفِ الآخر.. وإنّ بالصدر ِ ما بهِ من شجون ٍ وزفراتٍ شعريةٍ وتقاسيمَ موسيقيةٍ غنائيةٍ
والنفسُ هُنا حُرَّة ٌ مِثل الطير المحلّق في الأعالي والمتموسق في ألق ِ الحلم وخيالاتِ الأمل الفسيح..
ومن أجملَ ما قرأتُ في شعر ِ النبطِ تشبيهُ العينَ بالموانىءِ التي ترسو عليها السفنُ كأنّها الحبيب المسافر.. وهذا من أجملَ الأخيلةِ الشعريةِ فهي لفتة ٌ شعرية ٌوإن كان قد اختصَّ بها شعراءُ الفصيح بصورةٍ شعريةٍ مختلفةٍ إلا أنَّ عوضاً يثبتُ لنا هنا أن النبطيَّ هو صنوُ الفصيح ِ ووريثهُ.
الشاعرُ المبدعُ دائماً ما تكون لديهِ حالة ً من الفوضويّة وإلا لما استطاعَ الإبداع، والدليلُ هنا تصريحُ عوض ٍ بعدم محبتهِ للانضباطِ الصارم وتفضيلهِ للتجنيح والتحليق وعناءِ الحجوزات والتذاكر والسفر والانتظار اللذيذ بين المطارات للوصول للوجهة المبتغاة أينما كانت وجهة بوصلتها .. وهذا كلُّ ما يتمناهُ المُبدعُ..
الرمزُ هنا "بَيَّاعُ التَّذاكِر ِ" دلالة ٌ رمزية ٌ جميلة ٌ شيقة ٌ فهو مقصدُ الأحرار في اجازاتِ العيدِ والصيف وخلافمها، للانطلاق والاكتشاف وسبر الأغوار والسفر,, ففيهِ العديدُ من الفوائدِ كما قد قيل من قبل .. وهي عنوانُ القصيدةِ .. ولي مدخلٌ هُنا فالعنوانُ دائماً ما يدلّ على محتواه والكثير من القصائد قد قتلها عدم التوفيق في اختيار عنوانها.
عوض الظامي .. يدلل على التفوق في حسن ِ اختيار عنوان النص وبالمختصر المفيد وهو عينهُ، إنّ الحسَّ الذكيّ لدى الشاعر هو ما استدعى منهُ هذهِ الالتفاتة والاختيار الواعي الشاعري.
وفي الختام ِ لكَ أيُّهَا الشاعرُ / عوض الظامي .. كلّ ودٍّ وتقبّلَ اللهُ الصيامَ والقيامَ وعساك من عواده وعيدك مبارك مقدماً