الأخ / عبدالله سماح المجلاد:
إليكَ وإلى صديقكَ وكفى والوفى ..
إنَّ التعبيرَ المحكمَ عن المعاني الداخليةِ في النَّصَّ وتقنياتِ التصوير الشعري بالغة الدلالةِ والموازنةِ بين الرمزيةِ والواقعيةِ منْ حيثُ التخليق للصور ومنْ إسهابٍ في توليدِ المعاني واستغلال للذكاءِ الواعي إلى شعر ٍ بسيطٍ متوشح ٍ بالشموليةِ، فانتشرت هنا قصيدةٌ تتصفُ بالعرامةِ والجزالةِ والقوةِ اللفظيةِ والبلاغةِ ذات الانزياحاتِ الدلاليّةِ والسلامة اللفظية فانثالتِ الأبياتُ ككلِّ في قصيدةٍ متوازنةٍ مكتملةٍ تستحقُ الوقوفَ أمامها والتأملَ والاحتفاءَ والاشادة بها.
هذهِ القصيدة ُ تتميزُ بصحةِ معناها وجزالةِ ألفاظها وكثرةِ ورودِ وتكثيفِ مبناها واستهلالها بنفادِ مدادِ الحبر كأنّها بُكَاءً على الأطلال بصورةٍ حديثةٍ عصريةٍ والامتثال وتشبيهُ الحالة بالجدب كانتشار الجرادِ في الحقول والبساتين والمراعي فتقفرُ وتمحلُ حيثُ أنَّ الحظَ قد عانَدَهُ، ثمَّ الانتقال إلى وصفِ الحالةِ الوجدانيةِ وتوجيهها إلى النديم: " ليبثَ أليه شكواهُ ويسجي ألمهُ وحزنهُ ويبلغهُ أنّه الفارسُ سليلُ الفرسان الأمجادِ حتى وإنْ أوقف الزمنُ رسنَ لجام ِ فرسهِ -كي يميلُ نحوهُ القلوبَ ويصرفُ إليهِ الوجوهَ وليستدعي إصغاءَ المتلقين، و لأنَ الوجعَ وبثهُ قريبٌ من النفوس يلامسُ القلوبَ؛ وإذا كانَ الصبحُ يشرقُ ولا يضيءُ سماءهُ فقد تناسه أو نسيه ضمن الكرام الذين يمنعهم ترفعهم حتى وإن اعطاهم الزمان فقط ربع مايستحقون. فإذا استوثق من الإصغاء إليه والاستماع له عقبها بإبياتٍ تدللُ على الحقوق التي يتطلعُ إليها ويرى أحقيتهُ بها وهو أهلٌ لها بلاشكٍ أو جدال..
دام نبضك شعراً يا عبدالله