منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - - نُيون أحمر ..
الموضوع: - نُيون أحمر ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-15-2011, 04:37 PM   #1
منيرة
( كاتبة و مصممة )

Lightbulb - نُيون أحمر ..




- كُنت أحب أن أدعوها ( نيوني النقطي ) تلك الإشارة التي تعني هو تحمل في حُنجرتها عقل بوسع المدائن وقلب لذيذ جداً نابض كـ فُرات .. كأشجار الجوز المعجونة بالغنج على جانبي شارع أبي نواس ذلك الشارع الذي لم أراه أبداً إنما بتول تُخبرني عنه وتُعلق شهقاتي على مصابيحه .. تلك الإشارة كانت تُشبه النيون في اضاءتها والنقطة في صغرها رغم أنها في الحقيقة أكبر بقليل من النقطة لكن لا بأس لاوصف يكون متطابق في حياتي بالتحديد قد يكون في حيوات غيري لكنماالفارق يصنع الكينونة مهما احتدمت مع الفراغ أو سقطت من عيون قططية جميلة بلون الموت ..
( نيوني النقطي ) لم يعد أحمر .. لم يعد يتنفس ورغم أني البارحة كنت أتأمله وأدرس كيفية اختفاء ضوئه إلا أن الشوق كان يقرص قلبي ويُخبره بأنه يستطيع إشعاله .. حسناً ياشوق لا تملأ ثغر الحكايا بفصول من القش بيد أنك تستطيع فطامها على سمسمية وعتاب ..
وبالحديث عن عتاب البارحة أيضاً كان صوتها يسقط من فجوات الليل .. من تعاريج القمر .. من شمط الذي يسير بهدوء أسفل نافذتي .. خطواته المدروسة لاتُخبر عن عماه .. لكنما عصاه تصنع لها حياةً خاصة على الطريق .. تُشاكس حرصه المتقن وتُشيع الخبر حتى يسيل مع قوس الرحمان عند الشروق .. كلنا نعلم .. هو لا يريد .. وعصاه تُفشي وتخونه ..
عتاب حين كنت صغيرة أخبرني عنها رجل .. لا أدري إنما لأكون دقيقة لم يخبرني هو إنما أخبرتني بها غرفته - الرجال لايُخبرون إنما أشياؤهم تُخبر - غرفته الفوضى في معناها وأوراق الجرائد وأكوام المجلات وشرائط الفديو المبعثرة وعلب الدخان المختبئة في الكوميدينو المتعجرف كانت المتعة بالنسبة لي أحرص على غيابه لأن العالم يحكي وقت الغياب ..
رأيتُ عتاب تعلقت بها رغم أنها لم تكن جميلة وأنا لا أتعلق بالجميل لم يسبق لي أن هزني الجمال بقدر مايهزني ويثير فضولي الأقل من هذا وهذا الذي اكتشفته مؤخراً وكان سر القصة وفحواها العامل المشترك الذي لم أكن لأفهمه فهمته والفهم في هذه الأيام يُمارس سلطته في أبشع أشكالها عليّ أن لا أنفك عن الفهم لأن الفهم يأتي بعد الضياع لا يأتي قبله .. يأتي مع الخراب وينعث السواد كشياطين بذيئة .. قذره
يستيقظ احتياجي بلاجلبة كيرقة شارفت على الإحتراق .. يتوسل لي بصوت قُطعت عنه حباله أن أعيدي النيون المشتعل أحاول أن أراه .. كيف أراه هو يُسمع ولكن أينا الصوت .. لا أحكي ليس ثمة مايقال حين النبذ .. حين اللاشيء .. حين اللا حدث .. وهذه الدويخة تخلق على جلدي ضوء .. ونار .. ولحن يوناني قروي .. يُثرثر عني في قائمة منفية تحت الطاوله ..
ينتهي العالم يا مأفونة حين ينسدل الغطاء على الغطاء .. يموت كونك وكيانك .. لا تعودي شيء حين وسائده أجمل وأكثر أحقية في حضنه ..وحين الحرير الذي ترتدينه يلتصق بخصرك ولا يبتلع إلا البرد ..
( كلهم ترى يغارون منك ومني )
أشعلت القلب الصغير .. أنبتت فيه المشاهد ولونتها بالربيع .. بالكادي .. بالشيح .. وبعميق النسرين ..
حين كنت أفتح شبّاك الشوق كنت أجدها تهتز كأنها الفرح على أجفاني وأصابع الريح تُخلل شعري بعطر من سماء مقدسة .. ينتشي الشحرور ويُشاركني الغناء ونيلم الأحلام تتراقص على كعك وشراب ..
هناك زنبقة بيضاء على صدري متفتحة وغارقة في البريق كبرت معي وحين فقدتها علمت أني موعوده ..
موعودة برجل سيعيدها سيرتها الأولى .. الرجل أتى مع النيون الأحمر لكن اختزاله النقطي كان يؤلمني
لا بأس لا أمر يأتي كاملاً .. أنا أيضاً لم أكن كاملة حين أتيت وناقصي سيُجبر حين تلتقي عيناي بعينيه المغموسة بالرحيق سأسترد صوتي من صدره وسأودع رضابي المعجون بالكرز والنوغا شفتيه المقوسة..
تخيلت الكثير ورأيت المدن تحت قميصي صاخبة جداً تنتظر زائرها .. تنتظر ساكنها .. تنتظر مالكها
الآن أتكوم على سريري ككرة من لهب متوحش أعود لعتاب .. للنيون النقطي وأحاول الربط بين كل ماقد حدث .. هذا التفكك لايصنع أمراً ذا جدوى ينصب من فم ابريق هندي قديم في مسامع الحياة الرثة .. الحياة المبالغة كثيراً في الأذى






نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



+ ( ضليت أنا بالحسرات وهما استراحوا ) ...

 

التوقيع

منيرة غير متصل   رد مع اقتباس