بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.،
.،
يبدو أن هُناك أمور غير قابلة للاستدراك أو حتى التفاوض بشأنها!
فاللبنة الأولى هي مَنْ تُحدد هوية المُجتمع وتُفصَّل ملامحه بحيث نراها
في كل مُناسباته أفراحه وأحزانه للفرح تعابير وملامح نعم وللفرح طبيعته
التي تأخذ النفس إلى حيث يعيشها وهذا مِنْ شُكر نعم الله لكن كيف نفرح ؟
وهل حجم الكم يُعبَّر أكثر مِنْ حجم الكيف؟.
متى يأتي اليوم الذي نرى فيه الفرد مِنْ المُجتمع يُحيي أفراحه
( تخرجه / زواجه / مولوده / وظيفته / أي مُناسبة أراد بها تجسيد الفرح
له ولعائلته وأصدقائه ) بمقدار وحجم الكيف لا الكم بمقدار الفطرة والبساطة
بمقدار يُعبر عن جوهر تلك المُناسبة والفرحة بمقدار يجعل الآخر يفرح له في
سره كما في علنه ! لا يفرح وسره مُتجهم وساخط ؟.
لطالما رأيت أن هذا اليوم جاء مع هذه الأجيال خاصة مع مواكبة ظروفهم
الاجتماعية والاقتصادية مع انعدام فُرص العمل والدخل ومع غلاء المساكن
والأراضي وحتى مواد البناء هذه الأجيال تعرف كيف تقرأ الحياة المُعاشة
القراءة الصحيحة وتعرف ما معنى أن تُقدم على بناء لُبنة أولى وما هي
المسؤولية التي تحملها حينها اتجاه بيت واتجاه الزوجة واتجاه الأبناء
إن قدرهم الله ومع هذا لم تستطع هذه النفوس أن تستدرك وتُفاوض بشأن
تجهيزها لفرحها وزواجها فنرى ذات ملامح الفرح يتكرر ورغم معرفتنا
بالسلبيات وما يُفترض وما هو الجوهر مِنْ مثل هذه الأمور إلا أننا نسير
إليها سيرا وإن على مضض!.
يقول أحد الشباب: حاولت جاهدا أن أُغير مِنْ نظرة أهلي لمراسم
الفرح إلا أنهم لم يتفهموا بل حُربت مِنْ الجميع وخاصة نساء
العائلة في الوقت الذي ظننت فيه أن المشكلة ستكون إفهام
أهل الزوجة والزوجة نفسها وربما أكثر عبارة أغلقت منافذ المحاولات
قولهم : ( والناس وش يقولون عنا ) .
لا أقول : لا تفرحوا لكن لما لا نستدرك أصل وجوهر الفرح
لما لا نحاول قراءته القراءة الصحيحة والتي لن تكون إن وضعنا
الناس ونظرتهم وأقوالهم أمامنا . نُجهز للفرح نعم لكن ببساطة وبما
لا يُرهق الزوج أو الزوجة المقصد مِنْ المُناسبة إعلان الزواج وفي الحالتين
حصل الإعلان في حالة الزواج الذي تغلب عليه المظاهر والترف وفي الحالة
التي يكون فيها زواج بسيط يسير للعائلة المُقربة وأهل الزوجة .
أيضا ..
حينما ( تعزم / تدعوا ) لحفل زواجك الكثير مِنْ الناس حتى مَنْ لا تعرفهم
أنت تُكلف على نفسك وتكلف عليهم فالله أعلم بحال بعض الأسر والكثير
مِنْ الناس _ أو بعضهم أقرب _ لا يتمنى أن تصله دعوة لأن في هذا
تكلفه عليه وعلى أسرته لما في الذهاب مِنْ مصاريف لشراء الملابس
غير تجهيز وجه وشعر نساءه .
أيضا..
إن دعوت شخص يضطر للسفر إن أراد تلبية الدعوة ألا تشعر
بالمسؤولية إن حصل له حادث مثلا هي إرادة الله وقضاءه
لكن أخذا بالأسباب لما نُكلَّف على الناس ونضطرها .
الموضوع له أهميته وجديَّته وينبغي أن نتدارك مسالكنا
نحوه فالزواج له جوهر وأصله إعلان والإعلان لا يحتاج إلى كل
هذه المظاهر.
ربما نقطة أخيرة : الحال التي نرى عليها الزوج والزوجة ليلة فرحهم
وخاصة الزوج نتيجة طبيعية للتعب والجهد وإرهاق نفسه في تجهيز
مكان الحفل والعشاء والدعوات هذا غير ما تسبقه مِنْ شهور في تجهيز
بيته ونفسه أتساءل أحيانا هل بذل الأهل نفس الجهد أو قريب مَنْه في
تجهيز ابنهم وابنتهم لبناء هذه اللبنة الأولى لهم ؟ فهذا هو المهم .
.،
.،
هدانا الله لما فيه خيرنا وصلاح أمرنا
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته