اللحــن
اللحن في الاصطلاح اللغوي هو الخطأ في اللغة / أصواتها / نحوها / صرفها / أو معاني مفرداتها
وكان سلفنا الصالح يحرصون أشد الحرص على سلامة اللغة وإبعادها عن مواظن الانحراف والزلل ، ويعدون اللحن كبيرة تخدش مكانة اللاحن وسمعته ، وقد مر علينا قول الرسول : "أرشدوا أخاكم فقد ضل". قاله عندما لحن رجل بحضرته .. واعتبر الخروج على القاعدة ومقارفة اللحن ضلالاً ، وطلب ممن حوله من الصحابة أن يرشدوه إلى الطريق الصحيح
وهذا عمر بن الخطاب يقول لقوم استقبح رميهم : ما أسوأ رميكم ، فيقولون : نحن قوم ( متعلمين) فيقول :
" لحنكم أشد علي من فساد رميكم .."
وهذا أبو بكر الصديق يقول : "لأن أقرأ فأسقِط أحب إلي من أن أقرأ فألحن..."
وقال عمر بن عبد العزيز : "إن الرجل ليكلمني في الحاجة يستوجبها فيلحن فأرده عنها وكأني أقضم حب الرمان الحامض لبغضي استماع اللحن ... ويكلمني آخر في الحاجة لا يستوجبها فأجيبه إليها التذاذاً لما أسمع من كلامه.. وقال _ يرحمه الله _ : أكاد أضرس إذا سمعت اللحن.."
وهذا الأصمعي يقول : " أخوف ما أخاف على طالب العلم إذا لم يعرف النحو أن يدخل في جملة قول النبي : " من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار " لأنه لم يكن يلحن فمهما رويت عنه ولحنت فقد كذبت عليه."
وسمع أعرابيٌّ إماماً يقرأ : " ولا تَـنكحوا المشركين حتى يؤمنوا" بفتح التاء ، فقال سبحان الله هذا قبل الإسلام قبيح فكيف بعده !! فقيل له إنه لحــن وإنما القراءة : " ولا تُـنكحوا" بالضــم ، فقال : قبحه الله لا تجعلوه بعدها إماماً فإنه يحـل ما حرم الله .."