منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - يقظة حب
الموضوع: يقظة حب
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-27-2011, 09:27 AM   #1
عبدالرحيم فرغلي
( كاتب )

الصورة الرمزية عبدالرحيم فرغلي

 






 

 مواضيع العضو
 
0 أختي (2 )
0 انكسار وثورة
0 كلمات ضائعة
0 خطيئة قلب

معدل تقييم المستوى: 4846

عبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعةعبدالرحيم فرغلي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي يقظة حب


بعد ثلاثين عاماً بعثت إليه بسلامها مع إحدى قريباته .. فكتب :ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
هدأ العمر يا سلمى .. فلا تزعجيه ، دعيني أنساب بين الأيام كشجر الطرقات .. أدّعي أني كبرتُ بما يكفي لتجاوز ويلات العشاق ، فأنا الآن رتبتُ ذكرياتي كما ينبغي .. أتعاطها كثيراً في الشتاء .. أكتب بعض تفاصيلها وأُبقى بعضها غضاً لا تهتك عرضها قلم .. إنَّ الذاكرة يا سلمى بعض أبناءنا البررة .. نربيها ..نرعاها .. فإذا كبرنا أسندنا رأسنا عليها .

لِمَ الآن يا سلمى ؟! أبعدما صالحتني الحياة وأفهمتني أسرارها .. كنتُ أفتّت القمر وأحنّى به كفوف المساء .. أنقر سحب الغروب لألتقط القمح النائم فيها .. وأترك وجهي للصحب ينثرونه على صدور الموائد .. وحين أصحو أُخفي أصابعي فلا تشير لحلمٍ تشتهيه .. تعلمتُ أن الحياة جداول .. صفوف وأعمدة .. أسعدها ما كان فارغاً .

كأن ما مضى إغفاءة ساعة .. لم تزل كؤوس الشاي دافئة كما تركناها .. والعيون تلعق الأرض من هول الحديث .. والمكان الذي اختفي حين القرار .. ووجهك المتغضن ألماً لم يزل معلقاً في صفحة الهواء ، تمنيتُ لو أشفى منكِ .. لكنّ ذاكرتي اللئيمة تدس تفاصيل الفراق في وسادتي .. وتدعي ممارسة الوفاء ، تمنيتُ لو أتركك على باب القلب ليصفعك الشتاء .. حقنتُ دمي بعشرين عشقاً لعلكِ تذوبي وترحلي ، إنَّ الحب يعذبنا بالشوق .. بالإنتظار الممض على أرصفة الوعد .. فإذا فرغنا منه .. جلدنا بالذاكرة .

بعدكِ أصبحت الطيور تغرد .. والزهر يُسمعني لحن ألوانه .. وللمطر رائحة ما كنتُ أعرفها .. وفي الوقت متسع لكل رغباتي ، بعدكِ لم أمضي بوجهي للمرآة .. أحياناً كنتُ ألتقيه خارجاً لتوه من حفلة تسكع على الأرصفة .. وأحياناً التقط ملامحه متناثراً بين سطور رواية .. وفي المساء أنتزع عنه الجماجم التي التصقت به طوال النهار .. بعدكِ عرفتُ البشر .. أسمع حفيف لؤمهم في كلامهم .. أقرأ أفكارهم من رنين ضحكاتهم .. ، إنَّ للعشق يا سلمى نورٌ ساطع .. يحجب عنا تفاصيل الحياة .

يا ابنة المطر .. لِمَ تبني العشب في زمن الخريف ؟! لِمَ توقظين الشوارع الخالية والنوافذ الفارغة .. الآن أصبحتُ أرى عينيك تفجعني في هدوئي .. أتعثر بها كلما أدرتُ رأسي .. وفستانك الأسود بدأ النميمة بعدما أخذ رشوته من جمالك ، يكفي يا سلمى .. قد مضينا .. ومضى حبنا .. فعليكِ وعليه السلام .

 

التوقيع

المدينة المنورة ،، حيث الحب الكبير

عبدالرحيم فرغلي غير متصل   رد مع اقتباس