كانوا مشغولين بتجديل نهارهم
الصغار يحملون حقائبهم مُثقلة بدعوات الأمهات
و الكبار يستقلون تعب نهارٍ إضافي تصدياُ للجوع
أوالموت على رصيف ..
كانوا غافلين تماماً عندما تجشأ أحدهم في مكانٍ سحيق ..
فهيأت القبور نفسها ..
1
صغيراً خرج محاذياً للخوف
يوثق بيديه قطعتين من قلبه ..
ويوازن بين القبضتين وكيسٌ ممتلئ بالأمل ..
في منتصف الطريق
داهمه الغرق ,
فرّ الماء بالصغيرين وترك له الكيس فارغاً ..
2
من بين الحشود
امتدت لها يدٌ من الأفق ,
كانت بطلة المشهد من بنات الريش ..
وكنّ بالأسفل يَرْقبن حسرتهن تكبر وتكبر وتكبر
حتى صارت ضباباً ,
واختفى أثر الأمل ..
3
الآخر ..
ظل وحيداً ..
يُصلي على ظهر عربة ..
لا الأرض هي الأرض
ولا السماء نفسها التي يعهدها ..
وهم على حافة الهلع
يرقبون كيف أنتكس الحديد بمروءته
وخان صاحبه ..
4
نسي بالعجلة هاتفه
إذ أنه خرج بحثاً عن صغيره ..
كان يود أن يكون مظلته قبل أن يأخذه المطر غِيلَة ..
عاد الصغير وحده بالبوظة ,
والهاتف في الظلام يُلح علي الأعتاب بسؤال :
ألن يعود ! ؟
5
بكت حتى تقيحت عيونها ..
هي بعد الآن
لن تفتح في حجرها نافذة
لن تلقمه حنانها ..
وتعلم جيداً
أن الجدران لن يلونها بكاءه
ولن تتجدد بمناغاة والده ..
6
قبل أن تخرج من القاعة
دوّنت في كفها أرقامهن البديلة..
شددت عليهن كي يشاركنها الحلم ..
وعدتهن بليلة مختلفة إن حضرنَ زفافها ..
تلك التي قطعت الوعد أمام الغيم ,
أمطرنَ موتها بعد الأمنيات بساعة ..
7
السد الذي أعطوه ظهورهم
انفجر عن سكينٍ عظيمة
اغتالت المدينة ...
وهناك ..
من يملك مفتاح كل شيء ,
تمتلئ بطنه بالمقابر
ولا أحد يسأل !