[حنان العصيمي]

[ علّـ/ـمونا الصّم / ت ]

أتذكّرُ حديثاً دار بيني وبين والدتي وسؤالي لها
عن الحفلات التي كانت تذهب إليها مع والدي رحمه الله
والتألّق باختيار أفضل الملابس ..
للجلوس والانصاتِ لمدة تُقاربُ الثلاث ساعاتٍ في هدوءٍ وسكون ..
لغناء طربيّ من كوكب الشرق ( أم كلثوم ) - كما كانت تُلقّبُ أنذاك .. وحتّى الآن
فهل كانتْ لديهم تلك الطاقة والصبرُ على الصمود ..
والأغربُ من هذا وذاك ، أنهُم يحفظون كلماتِ الأغنية
قبلَ الخروج من قاعة المسرح الذي تم فيه الحفل ..
أمّا نحنُ الآن ، فحدّث ولا حرج ..
نستمعُ للأغنية الكليبيّة في ثوانٍ معدودةٍ
والتي نُصابُ معها بداءِ حَولِ العينِ وعدمِ التركيزِ والبلاهةِ في بعض الاحيانِ
من كثرةِ افرازِ هرمون الادرينالين لدى المُؤدّي وليس المُطرب
والذي ينتجُ منهُ حركاتٍ بهلوانية ، وقفزٌ وتنطيط وكأنّه في سيرك عالمي ..
الفرْقُ بينهما واضحاً ،
ف أم كلثوم ، علّمتهم الصبر والصمت ..
ومُطربنا اللاعبُ ، جعلنا نختبر قوة التركيز في أعيننا
بالتحوّل في أقل من لحظة لبؤبؤ العين والقرنية في جميع الاتجاهات
فأصابنا بالعِلّة وقليل من الصرَعِ فقط ...