
*
عيناي المَدخل الوحيد لليل ..
هكذا ظننت .. !
حتى فوجئت به ينكسر
ويتنازل فيصبح خلفيةً لنواياي ..
هناك راودتُ الصمت عن نفسِه ,
و التزمت بعقدِ لساني ؛
كي لا تموج الأرضُ من تحت الكلام
ويفتضحُ لون القناع !
*
لستُ مُلاماً
إن اخترتُ جلدَ حِرْبَاءَةٍ لوجهي ,
أو أمنتُ البحرَ على ظهري
كيما أحافظ عليه قاحلاً من خبث الخناجر ..
مازلتُ أضعف من أن يتناهشني الضباب ..
وأجبن من مُقابلة النهار
بثوبٍ لا يستر عورتي , ولا يوصد الأفواه ..
*
كلُّ الذين شَقوا قلبي
مضوا فيه كسهمٍ غاضب ,
كعصى موسى يوم أذِنَ لها البحر ذليلاً ..
كفأسٍ احتطبَ في المكان الخطأ ..
في المكان الذي لا تنطمرُ فيه الندوبُ تباعاً لعجرفةِ الذنوب ..
في المكان الذي لا يغفر للمحاريثِ غبائها
حين تفسدُ على الطين متعته ..
*
أحاول ألا يحول بيني وبيني
طودٌ ثالثٌ يشبهني ..
فلا يبقى لديّ من الظلال ما يحايل الحواجز ..
ولا متسعاً لاستعادتي ولو بسنارة ..
لكني مثل كل مرة
أتناسل كالطحالب ..
وتعود لمحاصرتي الحواجز
وتزداد سماكة وجهي ..