..
فِي المساء الذي شتته الظلام والريح باعدت نجومه ، أوقدتُ قنديلنا خُفية
تُمسكه كفي لئلا تُطفئه الرياح للمرة الثامنة ، من وجهِ الظلام أتى ظلك
يسعى بين يدي يُقبّل أصابعي و يراقصها ، ظلك يخشى النور فنفثت حفنة تراب
بقدمي اليُسرى على الفتيل، أقبلُ على ظلك وأتصلب طويلا أتوهج كثيرا وابتسم فرحة :
كيف أتيت والأبواب موصدة ، أضمك وبين عيني سكون ، ولهيب ليالٍ سحق
الوصل فأحرق أهدابي وتكدس الوهن بها، لا أزال في ذات المكان مصلوبة
تحت قدمي أصابعك وبين ضلعيّ أراقص يديك لا أزال فرحة بها أتساءل
كيف أتيت والباب مؤصد . و شعري ناثره الرياح وتلسعه أطراف القنديل
الحار ، وأهمس بأذنيك سئمت العذاب ، سئمتُ حديثي عنك بالخفاء فلا تسمعني
انظر للمرآة خلفي فلا أرى سواي وتشفق على ظلي ، هي أيضا قد سئمت عيني
فبصقتها مرتين وتلعنها عاشرة حين أسألها ألفا : هل اشتقت إلي؟
27 / رمضان ..