منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - جُزْءٌ مِنْ رِوَاْيَّةْ نَاْقِصَةْ !
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-23-2010, 03:20 PM   #1
مريم السيابية
( كاتبة )

الصورة الرمزية مريم السيابية

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 15

مريم السيابية غير متواجد حاليا

Arrow جُزْءٌ مِنْ رِوَاْيَّةْ نَاْقِصَةْ !


مَسَاْؤُكُمْ سِفرْ !

لِأنَّ وَقْتَ اْلقَحْطِ أعْلَنَ قِيَاْمَهُ لِأشْهُرَ !


(جُزء من رواية أقوم بتحديد ملامحها , علّها تظهر يوماً)



:

ميلادُ رسائِلكَ / مطرٌ!
إليكَ وإن كُنتَ تَدري :
أخبروني يا حبيبي أن المقابر تشتهي المطرَ , وأنا ما عدتُ سُحب الجهام حينَ تُريقُ ماءها ذات اليمين وذاتَ الشمال , وتُغرقَ مقابرِ مدينتك عن بُكرةِ أبيها !
النافذةُ ذاتها يا سيف تُناديني , وأصابعي أكدتْ التُهمةُ المُلصقةُ بي حينَ وضعتُ يدي عليها , وأنا أطقطق بأظافري على زُجاجها , وكأنني أكمل سمفونيةُ مطر مطر مطر!
كانت نزوى يومها تُحاول أن تخلق من وجهها قناعاً يُشبهني بكافةِ التفاصيلِ والتجاعيدِ التي أتقنت السنينُ بروزتها فيّ , وأنا أسمعُ رنّة جوالي التي تخصُكَ , كما أتت رسالتُك :
سلمّى أنظري إنها أنتِ تتساقطينَ برداً وسلاماً !
آهٍ كم (يُهيضُ) المطر مشاعري!

أجبتُكَ ناذرةً بالحزنِ نافثةً من زبدِ وجعي حرفاً :
المطرُ حزينٌ يا سيف حزينٌ , وأنا أناجي أمي فيه :
حزين المُطر يا يمّه
ما لقى مين يضمّه
مكسور!
مثل زارع البور
في أرض (ن)
ما حطبها نور!

وفي أقلّ من دقيقةٍ أوردتَ إجابتكَ :
يكفي أن أبسط يدي إلى الخارجِ لألتقطكِ , لا تحزني , أنتِ ولادةٌ أخرى لنساءٍ لا يُكتبُ لهن الموتُ أبداً , وأخشى على نفسي كثيراً أن أقعَ في حُبِّ إحدى طائشاتكِ الآتيةُ من سُلالتكِ الخالدةِ !
أغرقتُ دمعتي بابتسامة , وأنا أقرأُ خبلكَ هذا , ولكنَ اليسيرَ في الأمرِ أنكَ تُتقنُ بلورتَ الأمورِ لصالحكَ , فأهدأُ أخيراً , وأنا أُرسلُ لكَ هذهِ :
سيف أحبك وااااااااايد , أموت فيك يعل عُمري فدا روحك !
وينتهي المطرُ الذي يسكنُ جسدي وشهوتي وإدماني , وأبقى محفوفةً بنبوءةِ حُضوركِ المتمثلِ في رسائِلكِ , وأنا أحملُ في كُلِّ ذلكَ حنيني لمسقطْ , التي تحملُ قطعةً قطعةً من وجهكَ , وترقصُ على حفيفِ خطواتِكَ , وأنتَ رجلٌ يسكنُ ورق أشجارها , وأعمدةِ الإنارةِ , وأنينَ شارعها الذي لا يصمتُ أبداً مؤدياً إلى جسرِ الخوضِ!
جسرُ الخوضِ!
يُقالُ أنه يُشاطر جسر الموالحِ لُعبةُ الموتِ , كلاً منهُما يُلقي بالنردِ ليحصي روحاً بريئةً , وأنتَ كذلكَ تُلقي بحثيثِ خطواتكَ عليهِ , فتُزهقَ روحي المُسافرةِ هنالكَ , ومن ثمَ تُعيدَ ولادتي كرّةً أُخرى!

 

التوقيع

وَأَنا الآن المْجرّدةُ مِن كَلام الله
المَرْسولَةُ إلَى إنْغلاقِ القُلوبِ التائِهةِ
إنّهُ لَيُقْلقُ "آيات" رُوْحي كُلُّ هَذَا
المُتكسّرُ مِنْ شظاياْ اليَقينِ عَلى
أَكْتافِ المُعْدمين..!

مريم السيابية غير متصل   رد مع اقتباس