منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - بَصيرَةٌ تَتآكَلْ ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-21-2010, 07:17 AM   #1
نهى الأحمدي
( كاتبة )

الصورة الرمزية نهى الأحمدي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

نهى الأحمدي غير متواجد حاليا

افتراضي بَصيرَةٌ تَتآكَلْ ..!


،

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


حِينَ تَفتقَت الأرضُ خُبثاً دَاريتَ بالخَشيَةِ حِيناً وحِيناً بالمُدراةِ كَمَا عُلمِّتَ صَغيراً علَّكَ تَزهدُ في الحيَاة بِإن تعرَّفتَ علَى فضيلتهَا العُظمَى وعلَّك تَنجُو من الهلاكِ كمَا قصُّوا لكَ الحِكَايَة..
أعلَمُ كَم يطيبُ لكَ الحُلم وأنتَ مِن علَى النَّوافذ المكَسوة بالعصَافيرِ والمَحشوةٌ بالإصيص والتي تَرى مِن عليها كَم هي خلابةٌ تِلكَ السَّمَاء حِين يغمُركُ الصبَاحْ وأنتَ تَتثَاءبْ..
أعلَمُ كَم يرُوقك إحصَاءُ جيُوش النَّملِ وأنتَ تُعرَّبدُ بأنكَ الصنديد وأنكَ العرِّبيُ الهُمام والشُجاع الذِّي لا يَرَّتدُ صَوته ، وأعلمُ أيضاً أن فِكرَة الطيرَانِ استعمرتكَ كَثيرا واستهوتكَ المناطيدُ
أكثر فَجمعتَ منها الكثير وفرشتَ أرضها بالمناديل الملُونَة كي تُلَّوحَ لي حينَ تأخذُك ، أتذْكرُ مَا أُحبُ مِن ألوانٍ أو أرسُمَ مِن نقُوش .؟ أم كَانت الغيُوم أجمَلُ مِنِّي .؟
لَم تَحلَّم ، ولَم تحمِل سَيفاً أو تردِي غمداً كسَالف أجدَادك ولم تُحلِّق ، والآن أخبرِّني مَا تبقَى لكَ مِن كسَادْ .؟
مَا تبقَى مِن سُوق النخَاسة هَذا .؟!
لا الإشرَاقُ عَادَ كمَا كَتبتهُ الأسَاطير يَومَ أن أبيضَتْ رُؤيَاي ولا اللِّيلُ يزهُو بالنجُومِ كمَا كُنَا
نزُورهُ ويَبتسم ، وُلدَ فصلُ الغرُوب قَبلَ أوانه وابتدأ عهدٌ لَم يَكن في الحسبَانِ فمَا عِدتُكَ وعتَادُكْ .؟
أَ هكذَا ترتضي الخيُول بأن تُكسَرَ سيقَانُها مُبكرَّاً وأمَامُها فَرحٌ لا شَوطَ لهُ سِوى الثَّبَاتْ .؟
أخذَتك الدرُوب ومَضيتَ في أطولِ الطُرق التي لا تَستطيعُ أن تَسرقُ عيني مثلاً أو يَلحقهَا نَدائي ، حَملت حقَائبك القليلَة وارتأيتَ نَومي موعداً للقَاء ،
نَسيتَ كفكَّ مَعي فكيفَ أصنعُ بأصَابعِكْ .؟
ومَا أنَا فَاعلةٌ بأظَافركَ التي لا تُطيقَ الصبرَ عن العبثِ بمَلمسِ عصافيركَ الزَّاهيَة .؟
أتذُكرهَا .؟ مَاتَ مِن تُحب وبَقيَ مِنها مَا يُزعجُكْ .!
الرَّحيلُ هُو الآذَانُ الأخير للنهَاية ، والأمَانُ هُو مَا نجرِّي إليه ولا نرَّاه ، والسَّرَابُ مُنتصَفُ الرَّحيل والأمَان فزِدنِّي نَقمةً علَى غَضبي الذِّي يُشبهُ غَضب الحمَامْ .!
زدنِّي تَوقاً علِّي أتنشَّقُ النَّقَاءُ مَع المهَاجرين الطيبين الذِّين يَرحلُون سَريعاً عنِّي ولا يَصعدُون للسَّمَاء..
وعلمنِّي كَيف أزجُرُ الخَوفَ بحذَاقَة وأنَا أقِفُ أمَام مُهرِّجينَ استحسنُّوا البقَاءَ علَى عَتبَاتِ الذِّكريَات..
وخُذنِّي إلى مَن قَال بأنَّ اللِّيل مُتسعٌ أخير والنَّهار حِيلة مَن عَبِثْ كَي أقتَّصَ مِنه ..
وأُسرُق لي الحلَوى وابْتَعْ لي جَديلتينِ واشرَّاقةُ عِيدْ ..
يَومَ أن أخبرُتكَ بِأننِّي لا أنسَى فَلستُ أبِيعُ الكَثيرَ أمَامَ جَوعى لا كَفَاف لهُم ، ولَستُ أتظَاهرُ بالوفَاءِ أو أتشدَّقُ كِبراً ، أنَا لا أنسَى لأن النِّسيَانَ لا سُلطَان لهُ عليَّ ولا طَاقَة لي بالتهَاوي..



أخيرَاً ..
صَيرِّني مَاءاً فَلستُ اقرأُ كسَابقِ عهدي ولا اعلمُ مِن الكَونِ وُجوهاً إذْ هَامت كُلهَا بعيداً في الأفُقِ وسلامُنا الآن
أن الصُّراخ هُو مَا نرمِي إليه .!



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع

نهى الأحمدي غير متصل   رد مع اقتباس