أوراق مبعثرة هناك ،وهنا ،
وأقلام منتشرة في الطاولة المنزوية على نفسها المطلة على نافذتي هناك .

رأيته يكتب ،ويلملم أوراقه ، لايدري ،أيهما كانت صفحته الأولى ؟
وأي سطر قد بدأبه ؟ وأي سطر قد أنتهى منه ؟
وأنا أترقبه من نافذة غرفتي
وكانت الأضاءة من غرفته مبهرة .
وكنت أسترق النظر إليه من غرفتي ،
لاأراه تارة يضع قلمه بين أذنه ،
وتارة يخلع نظارته بين أوراقه المبعثرة ،
وتارة يحدث نفسه ،
وتارة يجد قلمه ويضعه في عينه ،
ونظارته يكتب بها ،
ويضحك على نفسه ، وأنا أضحك عليه وهو يبحث عنهما ،
وأصرخ عليه من نافذتي المغلقة،
وأقوله قلمك في أذنك ،
ونظارتك هناك بين أوراقك ،
يالهذا الفوضوي المجنون ،
يعجبني فيه عشقه للكتابة .