منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - يأس قديم
الموضوع: يأس قديم
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-25-2010, 05:11 PM   #1
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو
 
0 وليمة قلب
0 من جد ؟!
0 " دعني "
0 و قال لي القهرمان

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي يأس قديم


ولا أهتم ..

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

سأكتفي بختم الانتظار على جبينك أو جبيني؛ الأمر سيَّان.
لن يعني لي أن أغيب أو أن ترحل، ما عاد ذاك مهما.

الخوف يخنقني، ليس من غيابك و لكن من ضياعي المبهم في غيوم أنت تجهلها
. تكتفي بمحاولة حلبها، لا أعلم لماذا! سألتك مرارا: ما قصتك معها؟! تضحك أنت ولا تجيب.
كأن ماردا يجمعكما، أشعر بالغيرة أحيانا.. لمَ تحبها كثيرا ؟
أو بالأحرى لمَ تتجاهل يدي الممدودة، المكسورة دوما بإهمالك.. ؟


أنصِت، مللت من استجداء عينيك ابتسامة يزهو لها وجهي في أي حين.

لا، لن أغضب.. فات الأوان لذلك.
سأختم عينيك بقبلة رحيل غائرة!
سأراك تلاحقها في الغيوم، كل مرة تضع مفتاحا خاطئا و أنا أبتسم بهدوء من خلف الضوء.

متشحةً بلون يحاكي البياض، أقول لنفسي: كم مرة علمتك أسرار الطريق ؟
!
و أنت ما تزال تغلق أذنيك بأدوات همٍّ مجهول و شتات مصطنع في يديك الباهظتين المُجحِفَتيْن.


لا تعني لي يا سيدي أي شيء سوى حب طاهر يلتمع في قلبي كزهرة من كريستال جميل.
لا تعني لي أي شيء سوى شمسٍ استثنائية يطل صداها علي كلما رأيت لوحة تتبعك، عَلَمًا من شِعرِك، كوب قهوتك العربية تحت وجنتيك المحمرتين التي لطالما سخرت أنا منها،
أحاول إخفاء جنوني و شوقي بسخريتي، تغضب أنت و تحسبني أقلل من رجولتك.
لا تغني لي ألحان الورد فالورد يُداسُ بسهولة، ما يبقى هو الشجر حتى إن لم يكن ذو حوار.. فهو ما يزال واقفا!

لا أعلم كيف أبعدك عن قلبي.. أوبخ الحراس بقوة لكنهم كالمسحورين لا يرونك.
كأنك تمتلك ترابا تُغضيه على أعينهم و تدخلَ بسلام.

حاولتُ صنع أحجية تخفي أبواب قلبي في بعد ضائع في الزمن، تحتاج للكثير من السحر الأسود لإيجادها، لكني أجدني أعيد إظهارها كلما رأيتك في المغيب
كأني بك أقول: هلم إلي، يا عزيزي.. تعال.

أرى برفقتك حيوانين غريبين للحراسة، شرسين جدا(الإهمال، الغياب). خدشا يداي يوما حين حاولت التربيت عليهما..
لم تكن رقتي مناسبة لهما و بنفس الوقت خَشِيَا إغضابك و إثارة قرنا الجنون في أعلى عينيَّ.

هل متعتُكَ بكل هذا القلق و كل هذه الحيرة؟! هل أرضيتَ غرورك أم أن عطاءك فقط ذو باب مسدود لي.

تستطيع دوما الثناء على مختلف النساء.. لي أنا من تقول أنك خادمي المخلص المطيع.. لا أجد حتى لوعة حب!
لا أعلم، بحثتُ عنك في حاشية ثوبي و لم أجدك! فثارت سورة غضبي
وبخت النهار ذاك اليوم بلا ذنب.. فاختبأ مطأطأ الرأس خاوي الجناح!

التمع ثوبي المحاكي وغدا يبرق كالنحاس.
كل ما حولي هالة غضب محب.. توق عاشق غيور التهمني،
كأميرة مدللة فقدت لعبتها في النهر و رفضت إرضاء الضفدع لأنها ترجو أن تعرف دميتها الطريق إليها فروحيهما مرتبطتيْن..
لكنها نست أن الدمية جميلة بلا روح، و أنت وردة لا تُعرِّقني عطرا.

لا أعلم، يقال أن أنثى الأسد لا تكتفي بقلب واحد، أنا اكتفيت بك بلا مبادلة منك.

قاسٍ!
لا تلينك كل نوبات الجمال مني!
أحيانا أحسبني فارسا برفقتك! و لم أمانع يوما أن أكون
لكنك تجعلني كتابا، يُقْرَأ دون أخذ ملاحظات أو كتابة أي رد.
لا أرى لأنوثتي جرحا في وجهك إلا حين أغدو حجرا من الاستفزاز و الكبرياء.
أشعر برغبة غامضة بصفعك و التصرف بسادية معك!
لكن ابتسامتك و حدها تجعلني أشعر بفرح يتراقص في لواعجي و أضحك رغما عني ..
أقول لك أني أكرهك فتجيبني بحيرة الأطفال و يأسهم: ماذا أفعل لئلا تكرهيني ؟
يا عزيزي، أهذا جواب ؟
حقا، لا مَلِك يناسبني أكثر منك، لكنك فقط لم تدرك ذلك بعد.
و أنا لا أملك موهبة الانتظار
لا أملك صبر الاستمرار بجوع
لا أعرف احتمالا لفقرك
أنا يا سيدي، ملكة ولو ارتديت القماش البالي و نمت على الحصير
لأن قلبي ملوكي
و أنت تحسبني أكترث بمجوهرات التاج
إنها فقط مظهر للسيطرة على الناس، فهم لا يعلمون حقا، أين المجد يوجد

أحب حقا، السهر معك ليلة نستمع لليعسوب يغني بصوته الغريب
أقطع أوراق الشجر الساقطة ببلاهة طفلة تحب
تنتظر من صديق طفولتها أن يقول لها: كوني لي
لتحمرَّ هي و: لا أعلم
و تصمت مجيبة بالاتفاق حتى ينتهي الليل
و يأتي الشروق فتغفو بإرهاق
و تحبك كل يوم من جديد

فهل تحبني ؟!

 

التوقيع





التعديل الأخير تم بواسطة بثينة محمد ; 08-25-2010 الساعة 05:19 PM.

بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس