منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - جميل
الموضوع: جميل
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2010, 05:28 PM   #8
صقر فيصل
( كاتب )

الصورة الرمزية صقر فيصل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

صقر فيصل غير متواجد حاليا

افتراضي


قمت مع صديقي فارس البقمي بإقامة ندوة تعريفية عن الإسلام بعنوان “مبادئ الإسلام” في جامعتنا بولاية أريزونا، وقد قُدمت الدعوة لجميع طلاب الجامعة ومنسوبيها والخريجين الساكنين في المنطقة.

لم نكن في موضع دعويّ، بل كنا نريد من وقوفنا ذلك أن نصلح بعض المعتقدات التي يعتقدها الأمريكيون والهنود والأوروبيون والإفريقيون والآسيويون وغيرهم من غير المسلمين، أن نصلح تلك الآراء والأفكار التي سببتها بعض الجماعات المسلحة وروجت لها وسائل الإعلام الغربية فأساءت إلى الدين وشوهته، وتسببت في حروب ذهب ضحيتها المسلمون وقضاياهم قبل غيرهم.

ولدى اجتماعنا في بادئ الأمر حذرنا أنفسنا: الله الله أن يؤتى الإسلام من ثغرة أيٍّ منا! ودفعنا ذلك إلى البحث عن ما يعتقد أولئك عن الإسلام من أجل مهاجمة تلك المعتقدات الخاطئة مهاجمة علمية مؤصًلة. وجدنا أن الأغلبية يظنون أننا نرفع الرسول صلى الله عليه وسلم إلى منزلة عيسى عليه السلام عند المسيحيين، وأن إلهنا هو كآلهة الدمار في الديانات الوثنية الشرقية، ومنه استقينا فكر التصادم الذي نؤمن – بحسبهم – ألا سبيل لنا سواه، وأن دين الإسلام هو الدين الوحيد الذي أمر بالحدود وفصّل في الشرائع ووضع الضوابط.

هنا كان لا بد من أن نخبر الآخر أننا لا نعبد محمدًا ولكننا نحبه، أننا نعبد الله إله اليهود والمسيحيين من قبل، ونؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً ومبشرًا ونذيرًا للعالمين، ونوقن أن بعد الموت حسابٌ..

وقد كان الجزء الأول من محاضرتنا هو أكثرها صعوبة علينا، مما دفع كل واحدٍ منا إلى البحث جليًّا في أسماء الله وصفاته، فكان لزامًا علينا أن نتذكر وأن نخبرهم أن الله جميل يحب الجمال، ونحن نحذر أنفسنا دائمًا: الله الله لا يؤتى الإسلام من ثغرة أي منا.

وهنا نفتح الصفحة الأولى من المصحف الشريف، لنقرأ اسمًا لله يتكرر – مرتين – فيها، مرتين في بداية كل ركعة، مرة في البسملة، ومرة في الفاتحة: ((الرحمن الرحيم)). أوليسَ لله كمال الرحمة؟

يقول سيد قطب في الظلال:
((الرحمن الرحيم)) .. هذه الصفة التي تستغرق كل معاني الرحمة وحالاتها ومجالاتها تتكرر هنا في صلب السورة، في آية مستقلة، لتؤكد السمة البارزة في تلك الربوبية الشاملة؛ ولتثبت قوائم الصلة الدائمة بين الرب ومربوبيه. وبين الخالق ومخلوقاته.. إنها صلة الرحمة والرعاية التي تستجيش الحمد والثناء. إنها الصلة التي تقوم على الطمأنينة وتنبض بالمودة، فالحمد هو الاستجابة الفطرية للرحمة الندية.
إن الرب الإله في الإسلام لا يطارد عباده مطاردة الخصوم والأعداء كآلهة أولمب في نزواتها وثوراتها كما تصورها أساطير الإغريق. ولا يدبر المكائد الانتقامية كما تزعم الأساطير المزورة في (( العهد القديم )) كالذي جاء في أسطورة برج بابل في الإصحاح الحدي عشر من سفر التكوين.
من المؤسف أن نجد بعض الإخوة الدعاة والوعاظ لا يعرفون شيئا عن الله سوى عقابه للذين كفروا به، نسوا أو تناسوا أن رحمة الله سبقت غضبه، وأن رحمة الله غلبت غضبه، وأن رحمة الله عامة، فهو الرحمن الرحيم الغفور الغفار العفو. وهذا هو كمال الحسن وكمال الجمال الذي لا يُعرف في الخلق، ولكننا عرفناه عن خالق الخلق، سبحانه.

 

صقر فيصل غير متصل   رد مع اقتباس