لعلَّ البريدَ يأتيني يوماً بحياةٍ جديدةْ، هكذا أربيّ الأملْ في آواخر الأيّام , أتعلَّمُ السأمَ من الحياةِ حتّى أسأمَ من الحياة ..أفرغْ كل مابيّ بالنوم , ومن ثمْ أنهضُ لأموت بأريحية في النهار, إلا أنّي مهما انغمست في مغبةِ شعوري يبقى عقلي مثلَ وترٍ معطوب ، يبقى بهِ ما بهِ من زوالٍ.. من جسديّةٍ.. من قدرةٍ على الموت، على الاتساخ، على الانحطاط، على كلًّ ما هو إنسانيِّ , يبقى ميتاً عن الأدراك , وددتُ في هذه السنه لو أني استيقظتُ بلا جسدٍ يكبرُ ولا عمرٍ يقصرُ ولا ساعاتٍ تُعدّ، ولا قلبٍ عشرينيّ يتوردْ , ولعلََ أضعفَ لحظاتي هي تلكَ اللحظة التي جابهتُ بها جميع اللحظات المعدودة الباقية بأني حزينة ، وأحتاج أن أضحك بتراخيّ حتى أفقد العالم لذة أنهياريّ , قمّة القلقِ و الاضطراب هي حينما حاولتُ حملَ نفسي مالاأطيق على قشّةِ ( أني قوية ) ,. لعلَّي لاأفهم قدرة الناس على أن يعيشوا الى الأبد بلا لحظاتِ مُخزيه , إلا أني أتفهم جيداً في الآونةِ الأخيره أن قلبيّ خَدِر وميت والله من الحسّ , ميت ومريضْ ومتكبِر , وماأجزم به , هوأنّي حيةً ما دامَت حيّه , سعيدٌةً ما دامت سعيده , و موجودة ٌ فقط طالما رغبت أن أوُجد .
أنَّ الحياةَ لمْ تكنْ حياةً إلاّ لأنها لحظيّة.
-