هوِّن علينا يا صالح ..
فالروح ما عادت تحتمل ..
أجمع فتاتها كل صباح ..
حتى إذا جاء المساء ..
أجدها ملتمة ..
لأنثرها - ككل مساء - بمواقد شوقي ..
فأسعر نيرانها ..
وتحرق ألسنتها بقايا أشلاء بسماتنا ..
ونبكي ..
ونبكي ..
حتى نبتسم من بكاءنا ..
ونغفو بعدها ..
لنلملم بقايا رمادنا عندما يأتي الغد ..
فقط لنجعلها وقودا ..
بمواقد أشواقنا ..
ككل يوم ..
ككل مساء ..
ككل صباح ..
فلا بأس إن نحن - كل يوم ٍ - نحرقها ..
فحرقها أهون علينا بكثير ..
من أن تخمد أشواقنا ..
فلسعات برودة أشواقنا ..
أشد حرقة من لهيب أرواحنا ..
بل أنها إن نحن أخمدناها ..
تجمد حبنا ..
فتصبح أحاسيسنا سكاكينا ً ..
فتنحر قلوبنا ..
فتدمينا ..
وتنهينا ..
لا تلقوا بالاً لما قلنا ..
فقط لحظة جلوسكم أمام لهيب أشواقكم ..
قولوا لها وهي تتطاير عالياً : تهانينا ..
ولحظة لملمة رماد أرواحكم ..
قولوا لها : تعازينا ..