منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ثرثرة ( الواو ) ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-25-2010, 06:07 PM   #4
ابتسام آل سليمان
( شاعرة )

الصورة الرمزية ابتسام آل سليمان

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

ابتسام آل سليمان غير متواجد حاليا

Smile روحوا عن أنفسكم بـ لَحْظَــة وَاويّـة لـ هادي رحال


[
.

.
.. لحظـة ..
هي كل ما يفصل بين اللا إحساس و الإحساس .... بين اللا وعي و الـوعي ....
بين اللا وهم والوهــم ... بين أن تحب شخصا و بين أن تتهور فـتعشقه ....!
.
.
و لحظـة أخـرى !!
تفصل بين اللاشئ و كل شئ ..
.
.
فتحت عيني فجأة .. الظلام دامس .. دامس ، لا شئ تستطيع عيني التقاطه ،
و الغبار يحتّـل كل أجزاء رئتي .. رباه ..
و المكان ضيق خانق .. و الظلمة لا تريد أن تتبدد !
.
.
بعد مئات من السـنين .. عندما يبدأ المؤرخون بالتأريخ لعصرنـا هذا ،
لن يجدوا عنـواناً يـُصدّرون به وصف حالــنا أبلغ من ( الحضارة الواوية ) .




و بعد مئات من السنين .. يستحـدث فرع جديد لجائزة نوبــل تمنح فيه جائزته لمؤرخ عبقري ..
أثبت أن النقوش الموجودة على جبال طويق و القارة و فيفا في الجزيرة العربية ليست سوى كتابات مختلفة الشكل,
و الحجم لحرف الواو مكتوب باللغة العربية .. اللغة السائدة في العصر ( الواوي الغابر ) !!




و بعدها بأيام .. يعلن أمين عام جائزة نوبل عن تحويل جائزة نوبل للسلام إلى جائزة نوبل للتأريــخ .
و كان السبب وجيها مقنعا : لم يبق سفاح يهودي في العالم - أو يهودي بالتلقي- لم يحصل على جائزة نوبل للسلام ..
في نفس الوقت يحتاج العالم لتشجيع المؤرخين و الآثاريين ؛ لكي يكتشفوا سر الحضارة الواوية البائدة .
و تصدرت صور الأمين العام صحف العالم خمسة أيام متتاليية ..
.
.
.
في جامعة إينشتاين يفرد أستاذ عجوز ورقة ما أمام تلاميذه ..
و يقول :
- إليكم يا أبنائي ، الكائن الذي حــيّر علماء تصنيف الكائنات الحية ..
نصفه السفلي عريض و مدبب عند طرفه بشكل يشبه الفقمة .. أما الرأس فهو – كما تشاهدون – دائرة مجوفة في المنتصف بشكل لا مثيل له في كل الكائنات الحية .. هل من سؤال ؟؟!
يسأل أحد الطلاب بنباهة مصطنعــة .. فيجيب الأستاذ :
- لا أدري حقيقة .. ولكن معظم الباحثين يؤكدون أنه عاش في العصر الواوي الغابر !!
و على الورقة المعلقة .. كانت هناك صورة لحرف واو كبير .. له قدمان صغيرتان ، ويلبس شماغاً مرتباً !
و على وجهه ترتسم ابتسامة ســاخرة !!
.
.
.
لم يكن في ذلك المؤتمر الصحفي ما يثير .. إلى أن رفع المؤرخ العجوز مخطوطة أمام الصحفيين .. و صاح قائلا :
- إليكم السر الذي أفنيت عمري في البحث عنه .
و رفع ورقة مهترئة ، تحوي جداولاً و سطوراً متــراصة .. و قال :
- هذه السطور تثبت أنه في عــام : 1494 تخلت الجامعة عن كبريائها لأول مرة و اشترطت في المتقدمين لها واواً مناسبة و ( حبة خشم ) ..
صحيح أن أحدا لا يعرف ما هذه الـ ( حبة خشم ) و لكن بجــهود علمائنا المضنية سنحاول كشف هذا السـر !
و انتهى المؤتمر وسط فلاشات المصورين !!!
.
.
.
في سابقة أولى .. أصدرت محكمة عَدْلسْتَان بإعدام رجل أربعيني و ابنه الشاب .. لأن الرجل حاول التوسط لابنه للقبول في معهد الفنون الجميلة ..
و تم القبض عليه متلبسا بجرمه وهو يحاول تقبيل أنف أحد مسئولي القبول في المعهد ..
و قال القاضي :
- بحكمنا هذا .. نرجو أن يعتبر من لم يعتبر بالمعتبرين الذين اعتبروا ,
و أخذوا العبرة من الحضارة التي قامت في وقت مضى في الجزيرة العربية .. حضارة الواو االمعتبرة !
قاضٍ بليغٌ حقــا !!
.
.
و ذات يوم ..
أصدر مجلس حكماء عَدْلسْتان قرارا يقضي بشطب حرف الواو من اللغة و التاريخ و الأدب العدلستاني ..
و حرم استعمال هذا الحرف على كافة النطق و الأصعدة !!
.
.
.
.
على بقعة من صحراء نـجد الحارّة ..
وقف مرشد سياحي يشرح لمجموعة سياح نقشاً قائماً على صخرة كبيرة ..
كان النقش عبارة عن حرف واو ضخم يستقر فــوق مئات التوابيت !!.
.
.
.
و ذات يوم آخــر ..
أصدر مجلس حكماء عدلستان – بعد جلسة طارئة – قرارا إلزامياً يقضي بمنع تقبيل الأنوف في الأماكن العامة و الجامعات – على وجه الخصوص – منـعاً بـاتـاً ..
و قصر استخدامها على حالات خاصة جداً فصّـلها المجلس في بيان سري إلحاقي لم يطلع عليه إلا الكبار ، و الكبار فقط !!
.
.
.
.
.
.
.
.
ثــم هي لحـظة أخيرة ..
تـفصل بين الحلم والحقيقة .. بين الواقع و المأمول .. بين العــدل و الظلم ..
بين أن يكون عين ذلك الشخص معشوقاً و بين أن يصبح مشنوقاً ..
.
.
كانت أفكاري قد انتهت بانتهاء الطابور الطويـل الذي أقف فيه منذ بدأت خيوط الفجر الأولى بالبزوغ ..
و بعد أن انقشعت ظلمة الليل و أسفرت عن واقع رهيب !!
قدمت ملفي الأخضر ( العلاّقي ) لموظف القبول و التسجيل في الجامعة ..
صحيح أن معدلي متوسط ، لكنه يؤهلني للدخول إلى الجامعة ..
و على كل حـال .. أنا أفضل من الكثيرين – هكــذا بدأت أُمَـنّي نفسي – نعـم ..
ياسر على سبيل المثال دخل الجامعـة ؛ لأن والده قد وعده بسيارة جديدة إذا صار جامعياً ،
لذا فهو لا ينوي تكملة المشوار بعد استلام السيارة ..
و خالد – مثال آخر – دخل الجامعة لأن حالة الأرق التي يعاينها لا تتغلب عليها إلا كراسي الجامعة ..
بينما حمدان ( التفخة ) – مثال ثالث ! – يختلف عنهم جميعا .. لقد دخل الجامعة ؛
لأن مطعم الجامعة يقدم أصنافاً لذيذة !
هذه طموحاتهم .. فلماذا لا أقبل أنا و أنا الأفضل معدلاً و طموحـاً ..و لماذا أفكر في هذه السخافات الآن ..
لماذا لا أقدم ملفي بسرعة قبل أن يفقد الموظف رشده ؟؟!




قلب الموظف الملف كأنما يبحث عن شئ معين .. أعــاد لي الملف و قال :
- آســف !!
صحت فيه بكل ما يسمح لي صوتي المبحوح :



- لمــــاذا ؟؟؟؟!!!



قال ببرود استفزني حتى النخــاع :



- هكــذا .. ( ما معك واسطة !! )



كان بيني و بينه حائط زجاجي منعني من خنقه حتى الموت ..
فاندفعت كما المجنون أضرب بيدي على الزجاج و قد أحرقـتني ابتسامته الساخرة ..
بعد سويعات من جنوني وجدت نفسي محمولاً بيد رجل أمن – ضخم كعشرة ثيران – و طفقت ألملم ما تبقى مني و من مـاء كرامتي ،
بعد أن ألقى بي بعيــداً بعيـداً بعيداً !!.

]

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

ابتسام آل سليمان غير متصل   رد مع اقتباس