[poem=font=",5,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
من بَعيد ٍ تَأتيِنَ هَجْساً جريحَاً = يَتهادى روحاً وَيَعْصِفُ ريحا
تَنْفضينَ أغبرارَ وَحْشَةِ حزني = وتَذَوبينَ في جِراحي فَحيحا
تَتواريْنَ في غياهِب وجْدي = فَيَصيرُ اللقاءُ حُلْماً كَسيحا
مَوسمُ منْ مواسمِ العِشقِ يَذرو = في خَريفي وَجْهَ الحبيب ِ المليحا
طالما رُحْتِ تنبشين رُفاتا = رحْمة ُالله أسْكنتْها الضّريحا
أنْتِ مَنْ أنْتِ ياحناجِرَصَمْتٍ = بُحّ فيها مدى الهَوَى واجْتيحا؟
لسْتُ أدْري ماذا أسميكِ يامنْ = كُنْتِ كالمُعْجزاتِ تُعْيي الفَصيحا؟
علّميني من مُعْجزاتِ الغواني = كَيْفَ تُحيي أنَفْاسُهُن الذَبيحا
كيْفَ يغدو صَحِيحُهُنّ سَقيماً = حينَ يَغْدو سَقيمُهُنّ صَحيحا؟
وأريني غُموضَ حُسْنِكِ إنّي = كُنْتُ فيكِ الشّقيّ والمسْتريحا
طينَ حَواءَ ما خُلِقْتِ لعين = أغْمضَتْ عَنْكِ أولِوجْه ٍ اشيحا
إنما قدْ خُلِقْتِ خلقاً بديعاً = في ظَلامِ الحياة ِ نوراً أبيحا
ظمأي منكِ أنني لستُ أروى = ما أسالَ الغَمامُ فجّاً فَسيحا
فاشْربيني إنّي غريقُ صحاريـ = كِ ومازال نَبْعُ رُوحي شَحيحا [/poem]
.
حمد حميد الرشيدي ...