منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - وحيدة ..!
الموضوع: وحيدة ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2010, 11:23 AM   #1
موزه عوض
( كاتبة إماراتية )

الصورة الرمزية موزه عوض

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 18219

موزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعةموزه عوض لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي وحيدة ..!


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



أتلمس ايادي الحديث في كل زاوية لها صدى الخريف داخلي
أجري خلف فراشات الروض حين تحمل رحيق الأمنيات غُصناً بعيداً عن الضياع
ابتسم حين يباغتني الفرح للحظة مسكوبة من يناابيع الحب ..



إني وحيدة
أُوقظ احساس الإمتلاء من ضجة المدن وقهقهات العذارى
أغوص في عينيكَ لأرى الأماكن التي جمعت أطفال الحي وأحلامنا المتناثرة على رصيفنا القديم ..
أكتب عن وطنٌ لم يرى حريةُ أبنائه المسلوبة ..
أغرد مع كناري الأمل في دهشة الغربة وحكاية غريبة ..
أُغامر لأصل الى تلك الغابات الكثيفة وبيدي فأس وورقة وقلمٌ يروي وجعي وحدي .



وإني وحيدة ..

إن لم أكن أنثى صفعها القدر يوما على باب اللقاء الأول
إن لم أكن عاصفة اجتاحت موانئ الكره والأحياء الكبيرة ..
إن لم أكن سيدة باتت جوارحها ترتعش على مسرح الحقيقة المرة ..
كأنني أنا ..أتمرد بجنون اللهفة لثواني البهجة وعمري الباقي
أناظر الغيوم الممطرة على سواحل قلبي المتجمد في بهو الأغوار ..







نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وإني

وحيدة ..

وبيني وبينكَ مسافات تقترب وتودعني بفراغات النهار الحالك
بيني وبينك تدفق النبض بانتشاءه لحظة ذروتها الحديث المتعرج ملامحنا الغضة وشفافية قلوبنا المتعطشة للحب .
كعِطر الحبيب تأتي نحوي برذاذه وشذى لأحزاني المنبعثة منها سموم الألم ..
كَصديق لا زال يبعث مراسيله الى صديقه المغترب هناك ويدفن بعض أشيائه تحت رمال الصحراء الكبرى ..
كأنا ..حين أنتظر الفجر أن يبزغ بضوء الحب ويتخلل مساماتي ..
كأنا ..نشوة روح لا زال في خلاياها دمُ يسري كبياض قلبك ..
هكذا ..أُمرر لسان الوجع على جسد تهالكت أطرافه وترممت اضلاعه بمقبرة الأحلام ..
أي دقائق تعبرُ افكار عقلي وتحبسني بأغلال الخيبة والعناء ..؟
سأختبئ مع رأس النعامة ليهرب عني وجع الليل ومغامرته نحو قلبي ..
سأتعلم أن أكون أعنف من زلازال الشرق الأقصى
لأوقن أن الحرب ستنتهي تفاصيلها مع آخر كائن على هذه الأرض
لا تسألني عن تلك الكتب المتناثرة في أحياء مدينتي ؟
ولا عن آمالي التي صدأت منذُ زمن النكبة ..
ولا حتى عن وحدتي التي بدأت كأول منعطف بشوارع الأزمنه الغابرة ..
الوحده صومعة الليالي التي افقدتني توازني للحظة فُقد ..
وللحظة اهتزت من تحت قدمي شرائعها الميتة ..
للحظة كتبتُ بمداد له تاريخه مني بتفاصيل أنثى باتت تُؤرخُ صفحات ديوانها المفقود ..








نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


وإني وحيدة ..

وما بداخلي غربة لامست السحب والقمر الذي شهد ولادة طفل الحنين من رحم أحلامنا التي تساقطت مع الشهب ..

أتساقط مع أوراق الحلم الأخضر وحرارة الصمت الحارق غربتنا الصامدة ..




ولكي أرحل ..

سأكون وحيدة عن عالم اختارني لأتجرد من فصوله الأربعة بطلاسم الموت بذاكرتي ..




هكذا ....كان علي أن أكتبُ شيء مني لم يلد وآخر توارى مع اختناق العصور الوسطى
والبقية منه ..استلذ الصمت على محيا ملامحك القادمة نحو هروبنا الأخير .








 

التوقيع

سبحان الله الحمدالله ولا اله الا الله


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

موزه عوض غير متصل   رد مع اقتباس