منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ احْتِضار ] !
الموضوع: [ احْتِضار ] !
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2010, 02:03 AM   #3
فرحَة النجدي
( كاتبة )

الصورة الرمزية فرحَة النجدي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 745

فرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعةفرحَة النجدي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي [2]




[2]



يوم أن تعرفت إليه كان مقرراً أن أتنقل و زملائي بين الأقسام كلها لمعرفة طبيعة العمل فيها ، و كان أن بدأت دورتي تلك بالعناية المركزة و عينتُ بمعية ممرضة خاصةٍ بخالد ! هذا الرجل الذي ترك أثراً كبيراً في نفسي لا لشيء سوى أنني علمت حقاً لم سمي هذا الداء تحديدا بالخبيث .. حدث مرة أن أفاق خالد محاولاً الصراخ و لكنه ابتلع صرخته ، لم يمنحه التعب الشديد فرصة للصراخ ، أنهك كل شيء فيه حتى حنجرته فاكتفى بأن فتح عينيه عن آخرها تعبيراً عن عمق الألم .. شيء غريب دفعني نحوه أنا التي لم أكن لأشارك بقية الممرضين و الممرضات حين تغسيله و تقليبه ، أخذت يده بين يديّ ، كانت ضخمة بما يكفي لأستطيع تحريكها قليلاً ، وما إن فعلت ذلك حتى أعاد فتح عينيه بشدة ، حدثته : خالد ما الذي يؤلمك .؟! يدك .؟! أهنا يؤلمك .. هز رأسه ايجاباً ثم غاب عن وعيه من جديد .. يا الله ! كنت أذكره كثيراً عند إخوتي و أمي حتى أنني بدأت أحلم به ، أحلم و كأنني أنا الآن أعتني به ثم فجأة تتلخبط الأجهزة الموصولة بأجزاء جسده ، فيبدأُ يموت .. أصحو بخوف شديد لأجد أن الأمر مجرد حلم ..

صحته كانت تتدهور يوماً بعد يوم ، كان يخيفني أن أذهب يوماً لأجد أنه قد فارق الحياة .. أعلم أنه ميت لا محالة و لكنني ما فتئْت أدعو له بالرحمة .. لم أكن أرى من أقاربه سوى قليلين جداً إذ أنني لا أتواجد هناك إلا في الفترة الصباحية ، كنت أتمنى أن أرى أمه التي أخبرتني الممرضة بأنها على قيد الحياة .. انتهت فترة التدريب هناك ، فغادرت غرفة العناية المركزة تاركة خلفي خالد ، جسدا لا يزال يحتضر ببطئ و يموت ألما في اليوم مرات و مرات .. لم أنس خالد ، بقيت على عهدي به أدعو له و أصلي من أجله ، و لكم تمنيت أن أهاتف قسم العناية المركزة لأسأل عن حال خالد و لكنني لم أكن لأجرؤ على ذلك ، كنت أخشى أن ينعى إليَّ .. و مع مرور الأيام أبى الله إلاّ أن أَعْلمَ بأن خالد لم يعد سوى شيئ مذكور فيما مضى .. حدث ذلك في أحد الصباحات يوم أن تناولت الصحيفة أقرأها ، و حال وصولي الصفحة الأخيرة و قراءتي للعمود الذي تنعى فيه الوفيات اكتشفت بأن خالدا قد اتخذ مكاناً بينهم بأمر الله .. فرت دمعة من عيني على عجل فدعوت له بالرحمة و ما إن أخبرت أمي بالخبر انهرتُ باكية .. كان ذلك تمهيدا لأن أعلم كيف ماتت ابنة عمتي تصارع المرض نفسه بعيداً عنـا حتى توفاها الله ..







_ تمت _







- الخميس -
- 3 يونيو 2010 -
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

 

التوقيع



قَدْ سَفِهَتْ عُقولُ بَعْضِ الّناسِ حَتى اعْتَبَروا
قِلَةَ الّتَأَدُبِ مَعَ اللّهِ في أطروحاتِهمْ أَدَباً .!!


.



لله رب العالمين ،
ثابتة على قيَّمي نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


My Facebook
https://www.instagram.com/alnajdi_f/

فرحَة النجدي غير متصل   رد مع اقتباس