ياليل لاتعتِبْ علي إذا رحلتُ مع النهارْ
فالنّورس الحيرانُ عاد لأرضه .. ماعاد يهفو للبحارْ
وأنامل الأيام ِ يحنو نبضُها
حتى دموع ُ الأمس .. من فرحي تغارْ
وفمي .. تعانقه ابتسامات ُ هجرن العمر.. حتى إنني
ماكنتُ أحسبها .. تحنُ إلى المزارْ
فالضوء لاح على ظلال ِ العمرِ .. فانبثق النهارْ
ياليلُ لاتعتب ْ عليّ
فلقد نزفت ُ رحيق عمري في يديك ْ
وشعَرتُ بالألم ِ العميق ِ يهزني في راحتيك ْ
وشعرتُ أني طالما ألقيتُ أحزاني عليكْ
الأن أرحل عنك .. في أمل ٍ جديد ْ
كم عاشت الأمال ترقص في خيالي .. من بعيد ْ
وقضيتُ عمري كالصغيرْ
يشتاق عيداً .. أيّ عيد ْ
حتى رأيت ُ القلبَ ينبض من جديدْ
لوكنت تعلم أنها مثل النهارْ
يوماً ستلقاها معي
سترى بأني لم أخُنك .. وإنما
قلبي يحن إلى النهارْ
ياليلُ لاتعتب عليّ ..
قد كنت تعرف كم تعذبني خيالاتي
وتضحك .. في غباءْ
كم قلت ِلي أن الخيال جريمة الشُعراءْ
وظننت ُ يوماً أننا سنظلُ دوماً .. أصدقاء ْ
أنا زهرة .. عبث التراب ُ بعطرها
ورحيق ُ عمري تاه مثلك .. في الفضاءْ
ياليل لاتعتب عليّ
أتُراك تعرف لوعة الأشواق ِ ؟
وتنهد الليل ُ الحزينُ وقال في ألم ٍ:
أنا ياصديقي أولُ العشاق ِ
فلقد منحتُ الشمسَ عمري كله
وغرستُ حب الشمس ِ في أعماقي
الشمسُ خانتني .. وراحت للقمرْ
ورأيتُها يوماً تحدق في الغروب إليه .. تحلم بالسهرْ
قالت :عشِقت البدر.. لاتعتبْ
على من خان يوماً .. أوهجرْ
فالحب معجزة القدرْ
لاتدري كيف يجي ء .. أو يمضي كحلم .. منتطرْ
فتركتُها .. وجعلت عمري واحة ً
يرتاح فيها الحائرون من البشرْ
العمريومُ .. ثم نرحل بعده
ونظل يرُهِقنا المسيرْ
دعني أعيش .. ولوليوم ٍ واحد ٍ
وأحب ُ كالطفل الصغيرْ
دعني أحسّ بأن عمري
مثل كل الناس يمضي .. كالغديرْ
دعني أحدقْ في عيون ِ الفجر ِ
يحملني .. إلى صبح منيرْ
فلقد سئمت ُ الحزن َ .. والألم المريرْ
الآن لاتغضب إذا جاء الرحيل ُ
وأترك رفاقك يعشقون الضوء في ظل ّ النخيل ْ
دعْ أغنيات ِ الحبّ تملأ كل بيت
في رُبى الأمل الظليل ْ
لوكان قلبك مثل قلبي في الهوى
ماكان بعدُ الشمس عنك وزهدها
يغتال حبّك .. للأصيل ْ
ياليل .. إن عاد الصحابْ
ليسألوا عني .. هنا
قل للصحاب بأنني
أصبحت ُ أدرك .. من أنا
أنا لحظة ُ سأعيشها
وأحِس فيها من أنا ؟!
.
فاروق جويدة ...