منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - | الإنسان العظيم |
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-18-2010, 11:55 AM   #5
عبد الله العُتَيِّق
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الله العُتَيِّق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

عبد الله العُتَيِّق غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاميرام مشاهدة المشاركة
جميلٌ جداً هوْ التنظير الفلسفي بماهيّة نثرية فاخرة كهذه ، طبت و صباحك أستاذ عبد الله ..
لا تَلوم صاحبك الذي أنكر النقاء بقلبه ، فنحن في مجتمع يوثّق في ذواتنا أن الإنسان مذنب و منغمس بالدنس ، لذا لابد و أن يستغفر و يكفّر عن ذنوبه دوماً
و حتى الورع التقي الذي ما يفتئ إلا و يتعبد ، قد يرد عليك قائلاً : بي من الذنوب مالله أعلم به .. !
سياسة إحتقار الذات ، أو عدم الزهو بها مسلّم يسري في ثقافتنا إبتداء من المناهج و إنتهاء بالتغذية الراجعة ـ أسميّها مشوهّة أكثر منها تغذية راجعة ـ
أن يتبدى المرء واثقاً مقداماً ملمّاً بقدرات نفسه و مفتخراً بما يستحق من الفخر ، فهذا هو السمو يا أستاذي الفاضل ، و أمّا التقاعس و تصفيد الأنفاس ضمن منحنيات " الدنس "
أو " النقص " فتلك هي التي خلفّت أجيال لا تثق بقدراتها مما جعلها تجر الحشو و تردد معلومات كببغاوات متلقيّة أكثر منها ناقدة و مناقشة ...
هنا تُنفى العظمة عن الإنسان الذي كرّمه الرب بهيئته البشرية العقلية و الشعورية ، كل ذا لأنه لا يعترف بطاقاته بل يُعطبها
إرضاءً لذا أو ذاك من العوامل المُستتبة و العارضة ..

* هذا التنظير النثري كان مزيجاً بين المثالية اللعينة ـ و التي يُطالب بها البشر بالمواعظ وَ قد لا تُتاح لهم ـ و بين التجريبية المادية التي تُطالب المرء بالتجريب و مصافحة المادية
لتحقيق ذاته بذاته و كما يقول العظيم ايمانوييل كانط الإنسان عظيم بذاته و لابد و أنَّ تتم معاملته على أنه ذات ـ نفس ـ كرامة إنسانية أكثر مما يُعامل على أنه وسيلة لتحقيق هدف ما ...

أستاذ عبد الله لغتك الأدبية عالية جداً ، حقاً آمل أن تُجزلنا و تُمطرنا بمباحثات عن عصر التنوير ـ أعلم أننا لم و لن نصله في ظل هذا التكميم ـ لكن بي شغف
أن اقرأ بهذه اللغة المنقحّة السهلة الممتنعة عن كانط او ديكارت أو عن المبادئ اللا تحديدية nu certainty principleإذ أن شذراتك هنا ألمحت لهذا المبدأ بمسألة الكمال حيث نسبيته ..

,, وفقك الله أخي عوفيت ..
شاميرام. أهلا بك.
ربما أُرجع السبب في هذا الإنقاص لحال النفس إلى خوف الغرور، فكما جاءتني رسائل بخصوص هذا الموضوع تفيد بأننا إذا فعلنا ما تنادي به فإننا سنقع في الغرور، و المغرور مأفون مرذول، يكرهه الرب و الخلق. و لهم عذرٌ ما نحن ببالغيه، و لكنني كنت أجيب بـ : وما أجمل أن تكون مغرورا بعطايا الملك العظيم لك. إننا لم نُخلق ناقصينَ في الحقيقة، و إن كانت صورتنا الظاهرة يعتريها النقص، لأننا متأهلون للكمال، و المتأهلُ للكمال لا يكون ناقصاً من أصله. إن الخوفَ من لا شيء، يمنع من الانطلاقِ لكشف الماوراء الشيء. تلقينا هذا كما ذكرتي، و رضعناه حليبا صافياً، و عشناه عاراً حافيا، حتى تقدم الآخرون و بقينا في رتعة الراتعِ.
نحتاج إلى أنوار الحكماء كلهم، من حكماء الشريعة و حكماء الطبيعة، و حين نقف على حكمتهم نُدرك حكومتهم.
مبارك المرور المشرق هنا. و جميل الشكر في ساحتك.

 

التوقيع

twitter: ALOTAIG

عبد الله العُتَيِّق غير متصل   رد مع اقتباس