اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَيْدٌ مِنْ وَرْدْ
إكمالاً لما بدأـَتَ به أُستاذ عبدالله.. ومن زاويةٍ ثانية له :
لطالما سألتُ نفسي :
لماذا يرى البعض في قصص، أخبار ، رؤى الماضين تكرارا لا فائدة منه ،حتى على النشء
أليسَ تاريخنا وماضينا وقصص من سبقونا أفضل معرفةً و أنسب توافقاً وعلما من سواهم من الأمم الأُخرى.؟
حقيقة والله أستغرب :كيف تنعدم الفائدة من تاريخ السابقين ويقولون لمَ ندرس تاريخهم وهم ماضٍ ذهب وانقضى..!
أهو تخلف صِدقاً ، أهو توقف على مبدأ _ محلك سِر_ كما يُبرَّر..؟!
أنبدأ من عندنا نحن ونأخذ الأخبار من أُممٍ أُخرى ونحن لدينا ما يكفينا ويزودنا ..؟!
وليتني أجد في ذلك قناعة ولذلك تبرير .
|
أهلا قيد .
رؤيتك جميلة و رائعة. و أحسبُ أن من ينتقد ذكر القصص الماضية لا يقصد بذلك تهوينها، بقدر ما إنه يقصد عدم جعلها أصلاً لقانون الحياة. القصص و الحكايات و الأحداثُ شواهد للقوانين و ليست صانعة لها. حينما يجهل الشخص، أو يُعرض عن ماضيه و يقصر بصره على حاضره فإنه سيكون فقيراً، لأن القادم لا يكون إلا من الحاضر، و الحاضر وليد الماضي. فالقضية إنما هي فهم لقيمة الزمن، و توظيف لمضمونه في خدمة الحياة.
كذلك في الاعتماد على الآخرين، من الغربِ و غيره، ليس بالضرورة أن يكون بسبب نقصِ ما عندنا، فكل حضارة فيها ما يُثبت جدواها وقوتها، و العبءُ في إبداء العظمة فيها على أهلها. قد يكون الاهتمام بأخبار الغربِ لأنهم صنعوا صورةً من صور الحضارة، فكانت أخبارهم منطلقات، و ربما يكون لأنهم اهتموا بما عندهم فأظهروه، و نحن إنما اهتممنا بجانب على حساب جوانب. مثلا في قوانين المال و الثراء، لم أجد كتابا عربيا اهتم بذلك، و لم أجد من حكى أحوال الأثرياء العرب و تجاربهم، و قواعد ثرائهم، مع وجود بعض الكتب، ولكنها متفرعة عن الغربية. أيُلام من يقوم بالاعتماد على المليء؟! وما يُدرينا عن الشيءِ أنه مليءٌ إلا بشهادة الحسِّ. و لا حسَّ شاهد.
ومهما يكن، فمن أعرضَ عن حضارته فهو عن غيرها أعْرضَ.
جزيل الشكر ووافره يُهدى إليك.