علّمني أبي أن من خفة الرجال ثقل ظلهم في تتبع خطوات النساء، وأن الرجولة مخزن الذخيرة الحية من المروءة، والشهامة، والأمانة..وجميعها لا تلتقي مع نزق الهوى ، ورعونة الطيش، وخفة العقل في فقد آخرالأثقال في ميزان الرجولة الراجح بكل معنى سامٍ رزين.
وما مظاهر النزق الملاحظة عبر هذه الشبكة من الجنسين إلا دليل على اختلاط الأخلاق قبل اختلاط الأجناس، وتردي القيم قبل انهيار سور الفضيلة. وإنك لتعجب من معدلات المتنازلين عن تلك القيم كل يوم وكأن حلبة السباق لم تنصب إلا للقيم يبيعها أصحابها برخص التراب في أسواق الكساد..وكم من الداخلين باسم الأدب ولا أدب لديهم حينما يتنمرون ، ويغدون ذئاباً لا تعرف الإنسانية في أعز خصائصها.