منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - في الخفاء
الموضوع: في الخفاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-22-2010, 05:23 PM   #1
بثينة محمد
( كاتبة و مترجمة )

الصورة الرمزية بثينة محمد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 20

بثينة محمد غير متواجد حاليا

افتراضي في الخفاء


" في الخفاء "


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



ابتسامة :
القمر كالأدب ،
منطقة رمادية
مناطة بما حولها
كما تقول أستاذتي :
" تزوجتُ الأدب " !

أنا قتلتني الكلمات
لذا ،
فكما كان الأمس صامتا
و الفقد شاحبا
و أنا الآن
سيدة الكلمات
التي أهدرها ناسك الكلم
أنا الآن
ممزقة حد الاكتفاء بالصمت
نعم ،
فالفِراشُ الآن هو خير وسيلة للاختفاء
إذ أن الحبوب الزرق
لم تملك لي شجاعة الفناء
و لم أكن أنا
بجبن الانتحار
للأسف !
.. .. .. .. .. ..
أرغب بالبكاء ،
لكنه لا يراودني عن نفسي !
سرًّا في الخفاء ؛
أنا أبكي رغمًا عنه !
أحب الأرض ،
و يقال أن المحب يرحل لخير المحبوب .
و ها أنا ذا ،
أختفي عن الأرض
إذ أن أنفاسي امتلأت بزفير الخواء ،
و أخشى ..
على الأرض الاختناق !
سأغيب
سأغيب
سأغيب
سأتلاشى ..
في الهواء !
حتى الملح في الماء ،
لن يقدر على مناظرتي !
آه ،
بيني و بين سريري علاقة وطيدة
كعلاقة الماء بالماء .
كم أحب أن أغفو على سطحه
و يحملني لما لا أراه ،
لما لا أشاء حقًا و منطقًا !
نتبخر سويًّا
في الظلام ...
نختبئ عن أعين الصحوة
نُرزقُ خِماصًا كالحمام
نهرب نهرب
نرتدي مظلة الهذيان
لتطوق القلب من المطر الأسود
فلا يعلم أحد بهروبه !
نشتهي الحلوى القاسية
فلا شيء يغريني الآن
لا شيء يفصلني عن سريري،
عن الحِمام !
زهرة السَّماء خابت في التقاطي ،
و أنا الآن ملك هذا الفِراش !
عليَّ لعنتهُ الآن .
و كل ما اكْتَنَفهُ يحتويني ~
يستر أعبائي !
و يكشفها بطريقة
تسمى بالحداثة : الخباثة !
لا ،
ابتعدي أيتها الحياة ..
لا تقربيني أيتها الزهور ،
بالأمس قضيت الليلة الأخيرة
أستسمح الشمس
و أستسلم للقضاء
أو ..
ما ظننته قضاء !
سأبحر على قارب الهروب
حتى
معبد التوبة
و الالتجاء !
و ربما يوديني سريري إلى هذا القارب
و ربما لا !
إنه فقط يحملني لفضاء خيالي
نعبر فيه أصداء الذئاب
و نواح الثكالى
و شهوة المال
نعبر الواقع للوقوع
في براثن الانتهاء
علَّ و عسى
ينتظرني قارب الهروب للإبحار و لا يذهب ...
.. .. .. .. .. .. ..
حكايتي :
عينا الملك القتيل
لا تبديان من القتل شيئا
لا تخفيان إلا الذكرى
و الذكرى فقط !


بثينة .. لؤلؤة الروح .
الخميس 18 - 13 - 1431 هـ

 

التوقيع




بثينة محمد غير متصل   رد مع اقتباس