الفاضلة تشيارا
لا أدري بأي قلم أكتب لك .. أنت في كرمك الثاني ألجمت الكلمات على أصابعي فهي لا تقوى على تحريك حرفا ولا ابتداع معنى شكر يليق بك .
قلت ( إدراكك أن الكتابة ستواجه مناخات القارئ وحدها ..... ) صدقت تماما في هذا .. فحين أضع لمساتي الأخيرة على النص .. أفترض أن القارئ قد يغمض عليه معنى فلا يكون موجودا في غير نفسي .. لذا أحاول صياغتها والجهد في تركيبها لتكون سهلة للقارئ في وصول المعني الذي أرمي إليه .
وأيضا قولك ( دونما الحشو المتخم للذهن ولا القضم المنقص للتفاحة ) فصدقت أيضا هنا .. وحريص جدا على هذا .. ولكن العاطفة أشعر بها أحيانا تأخذني إلى الحشو .. لأشبع الرغبة في البوح .
حين يسقط المطر .. لابد وأننا نهلل به ..نحتويه بين أيدينا .. نمتع أنفسنا بقطراته .. فإن زاد هطوله .. زادت متعتنا .. لكن نبتعد عنه .. لنراه من بعد .. يصعب أن نحتويه كما ينبغي .. هكذا كان كرمك الثاني .. كان كريما جدا .. لدرجة أن خجلا يتلبسني .. لا أستطيع معه غير شكرا .. حتى الشكر أخجل أن أقدمه لأنه حتما سيكون قليلا ولا يمنح هذا الكرم حقه .
ألف تحية وتقدير لك .