منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - إذا مررتَ من هُنا .. فـ لا تُخبرني !
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-15-2010, 12:53 AM   #13
انتظار
( غيمة مبللة بـ العطر .. )

الصورة الرمزية انتظار

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

انتظار غير متواجد حاليا

افتراضي و فوّضتُ أمري إلى الله




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



طيلة عصرٍ يوْم الجُمُعة ..
كانتْ تتحرّى آخر ساعة ٍ منه ...
فـ هي ساعة الإجابة بإذن الله ،،


لبستْ خمارها ،
أحكمت وثاقه حول وجهها الـ بريءْ ..
يمّمتْ وجهها تجاه قِبلةِ الـصلاة ،
و بالقربِ من وجْهها .. قوّستْ كفـّـيْها ، و رفعتهما بإتجاه للأعلى ..
و كأنها تُريد لـ حروف كلماتها / دُعائها أن تنهمرَ قـَطْرا ً من فمها
و ترفعها كفـّاها للسماءْ ..






بـ سكون ..
استجمعتْ هدوئها ..
و صوتها الـ هامسْ ..
لـ تُخاطبَ ربّ العباد :


[ اللهم إني أستخيرُكَ بـ عِلمِكْ ، و أستقدُركَ بـ قُدْرتِكْ ، و أسألُكَ من فضْلكَ العظيمْ ، فإنكَ تَقدِرُ و لا أقْدِر .. و تعْلمُ و لا أعلمْ .. و أنتَ علّام الـ غيوبْ ..
اللهم إن كنتَ تعلمُ أن في أمْرِ ............................... خيراً لي في دِيني و مَعاشِي و عاقبة أمْري فـ يسّرهُ لي ، و يسّرني لهْ ..
و إن كنتَ تعلمُ أن هذا الأمْرَ شرٌّ لي فـــ
فـــ
فـــ





و تُوقفُها حشرجةُ صوتها / نبضُ قلبها المتسارع / نفَسَها المُتقطّع عن المُتابعة !
تمْسحُ دموعها بـ غضبٍ ، و كأنها تضربُ وجنتيها بدلا ً من أن تكفكف دمع عينيها


تُحاول أن تستجمعَ ذاتها مرّة ً أخرى ،
تعيدُ ترديد الدعاء من جديدْ ،
و لكنها تتوقفُ عند الكلمةِ ذاتها كل مرّه ،،





لمْ تستطعْ إكمالَ دعائها ،
حاولتْ مرارا ً ، و لكنها فشلتْ في نطقِ كلماته المُتبقيّة ..
إذ كيفَ تجرؤ على نُطقِ كلمة الـ فراقِ بينهما في دعائها لـ ربّها ،،




بسطَتْ كفيّها المقوّستين ، و خبّأت فيهما وجهها المبلل / الغارق
جثتْ على ركبتيها ، و تعالى صوتُ نحيبها بدلا ً من الـ همْس
عاثتْ بـ صدْرِها عاصفةَ هائجة / ثائرة ، تقلعُ من داخِلها كل سنابل الأمل التي زرعتها يوما ً يداهُ في قلبِها .. بـ مهارةِ المُزارع العاشق ..
و كأن تلكَ الريح تُجزمْ بأن ذلك الـ فلّاح لمْ يكُن يوما ً خيرا ً لها ، و أنّ كل الحقيقة كانتْ في شطْرِ الدعاء الذي لم يكْتملْ ...







لمْ تُمهلها شمسُ الـجُمُعة حتى تسترجعَ هدوئها و تتمّ دعائها ،
فـ غابتْ و تركتها وحدها ..
كـما غابَ زارِع الحبّ عن حديقة قلبها ، و تركها وحدها ...





رفعتْ رأسها للـ سماء في نحيب ، و صرختْ بكلمة واحدة ٍ فقطْ :
ياربّ ..
يـــا ربّ ..
يــــــــــــــا ربّ ..



ظلتْ تُرددها كثيرا ً دون أن تزيد عليها كلمةً أخْرى ،
فـ هي تخاطبُ علام الغيوب ..






وحْدهُ الله يعلمُ بحاجتها له دون أن تنطقها ..



 

التوقيع


.


فـ ورّبي ..
و ربّك ..
لو كنْتُ أعلمُ سبيلاً إليكَ ..

لـ سلكتُه !


انتظار
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
.

انتظار غير متصل   رد مع اقتباس