منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - تفاحةٌ مُحرّمة
الموضوع: تفاحةٌ مُحرّمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2010, 02:54 PM   #7
سميراميس
( Shouq )

الصورة الرمزية سميراميس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

سميراميس غير متواجد حاليا

افتراضي



فناجينُ قهوة ألذّها الأكثر مرارة !

بعد يوم جامعي حانق و مزدحم عادت دانة مستاءة من زحمة الرياض
وَ وضعت كُتبها على تلك المكتبة المتأنقة بمؤلفات " لوركا الأسباني " وَ " أميل دوركايم " و الآخر " ديستوفسكي " , فوقها نزعت " الفلور " من رأسها وَ رمته بإهمال على طرف المكتب .
أمسكت بالقرآن الكريم وَ بسطت كف طاهرة عليه و أقسمت يمين مغلظة و قالت في سرها بعدما قررت لقاء والدتها اليوم :
سأجتاز الرُبى وَ سأتسلق الريح ، لأدحر الرؤى
أخرجها مِنْ عُتمة أحاديثها الباطنية تصاعد رنين هاتفها النقّال ..
ابتسمت بلؤم :
" سلطان و ماذا أيضاً ..؟ "
قطعت تساؤلاتها : أهلاً وَ سهلاً
سُلطان وَ هو منسجم معْ النغمات الـقيصرية التي تشرئب بها أحاسيسه : هلا بكِ ، طالما الترحيب جاء متأنقاً هكذا من المؤكد أن هنالك ثمة أمر ( ابتسم متعجبا و استدركً ) ، و قبل أن أنسى شكراً لأنك أرسلتِ نصاً أثيرياً وَ لكنه أثار ضحكي لا أخفيك
دانة في تَمام ضجرها : ما شاء الله ، اذكر أنك ربطت علاقتك بي بعلاقتي بـ " منى "
سلطان أخرس تلك النغمات : منى أمك من غير المستساغ أن تقولي منى عارياً هكذا
دانة في لؤمٍ مستمر : وفقاً لمزاجي أقول ما أريد ، يا بشر دعوا الخلق للخالق
دعنا مني و حدثني عَن العمل وَ دوامك ؟
سلطان متعجب بإبتسامة : الحمدلله لا جديد يطفو ، ماذا عنك آخر نتاجك الأدبي مقالك اليوم وجدته مكتظ بالرمزيات و قد أفحمتِ د . عبد الوهاب لدرجة أن جاء تلاميذه يذودون عنه ؟
دانة مبتسمة منتشية : أرايت كيف أنْ ثلة من الرجال المستشيخون يهرعون من أجل دحر حرف فتاة الطريف بالأمر يا سلطان أنهم يظنون أنني سيدة في منتصف الأربعينات ( ضاحكة بسخرية)
سلطان ضاحكاً : آه ليتهم يعون أنك طفلة مشاغبة جداً ، أتساءل لو يعلمون أنك طفلة للتو قد عتبت العشرين يا ترى ماذا هم فاعلون ؟ " بالقليل راح يتحسفون على وقتهم ههه"
دانة مبتسمة : العمر ليس مقياساً أيضاً لذا قلت لك لا يزال الوقت باكراً على التصريح كفانا بالرمز طريقاً
سلطان : أتساءل عن صلة قرابتك بشوبنهاور " شكله راضع معكم " ؟
دانة ابتسمت من محط جراحها و تكأت على الكرسي : شوبنهور لديه زمنه الذي كان مملوء بالمعاناة و المصاعب لذا فلسفته غالباً ما نقول عنها تشاؤمية
سلطان : يا حبيبتي شوبنهاور فيلسوف ألماني عظيم لم نقل به شيء ، لكن لا يعقل أن عظمته تلك تشجب تعقده و رؤيته المعتمة للحياة من حوله
دانة : مسكين تلك هي سوءة إلحاده ، من بعد عن الرب ظلمت حياته ككل
سلطان ابتسم برقة : دانتي اتركينا من بحور الفلسفة و قولي لي متى أراك ؟ من الضروري أن أراك ، أو لم تشتاقي ؟
دانة : صعب أن أراك يا صديقي ، هل نسيت " الموعد " الأعظم لي هذه الليلة مع منى !
سلطان ضاحكاً : أرى بأنك يا متحضّرة و يا أديبة تكثرين صديقي و صديقي أيعقل إلى هذه اللحظة لمْ تفرقي بين صديق أو حبيب !
ثلاث سنوات و أربعة أشهر و خمسة أيام و بيننا مشاعر و ذكريات و تغلطين بتقديرها بصديق !
ثم أنني وضحت لك أكثر من مرةٍ أن موعدك مع أمك أبقى و ألزم
دانة : روحي تشرئب مائة دهشة أو تزيد بسبب عطاءك لها أكبر من حجمها ، هي لا تعدو عن كونها مجرد ....
قاطعها سلطان بحدة : كفى هراءاً وَ هروباً ، كفى تناقضاً نفسياً
دانة تضحك : حسناً قلتها نفسانية ماذا تريد منها ! ، لا زلت أتساءل عن إهتمامك بها
قلنا لك أنها نفسانية وَ ستتزوج مِنْ ابن عمها " صالح " إذاً لِمَ أنت مُهتمٌ بأمرها ؟
قاطعها سلطان : أرى أنه من الأفضل أنْ أتركك الآن تحسباً لصد أي خلاف قد
يقع بيننا الآن
دانة : لن يشفع الهدوء حالاً بي ، فالوضع مستمر يا سلطان
سلطان : لولا إنني دكتور و مؤمن بقناعة إن العلاج النفسي أول الخطوات للتمهيد ثقي أنني ما كنت صابراً على نفسيتك المتأوهة ضجراً حيناً وَ صخباً آخر
دانة : عرفنا إنك طبيب شاطر و الكل يشيد بك ، ناهيك عن جهودك الثقافية و الإجتماعية
قاطعها سلطان : ما من أحدٍ و يجهل هذا الشيء ، كما أنه ما من أحد طلب منك أن تمنحيه هذه اللمحة عني أيتها الصاخبة
دانة بعصبية : حسناً وَ ماذا بعد ، لا أعلم لِمَ تجيد العجن و اللت في شيءٍ قد فرغ ؟
سلطان : لتٌ و عجن وَ صبر يتعكّز صبراً ، وماذا تنتظري من شخصٍ يرى أنثاه ترمي نفسها في بئرٍ سحيق لا هوادة لدبابير التلقين من لسعها ،
و ما يدريك ربما اللسعة تترك سمُها في دمك و تبعاً لذلك تتناقض أقوالك يا ترى كيف سيكون وجه محبرتك حينها !
دانة : يبدو أننا نمارس لعبة أسئلة إجابتها أسئلة ، هل لك أن تخبرني كيف لتفاحةٍ محرمّة أن تهيئ لقاءها الأول في حضرة الجانية إلا خطيئة
وَ تلتقي بمن تركتها بحضن الوحدة و الغياب و راحت تلهث وراء شهواتها و ملذاتها و بعد سنين رجعت مرغمةً لحاجةٍ في نفس يعقوب و يالله يالله اقتنعت أنها ترجع للديار ..
سلطان : أبداً لمْ يدر في خلدي أنك في يومٍ حاقدة و نيتك سيئة و لمن لوالدتك !
حد الوجع منغمس أنا من هذا القول يا مَن جعلتِ قلمك شراعاً لبث الرُقي
دانة بعصبية : يا شيخ لا تتوجع وَ لا تتشرب نرجسيتي ، خالي " عبدالله " و هو يحدث جدتي بالخفاء سمعته و الخيبة تكسي وجهه يخبر " جدتي المريضة "
أن من تقولون أنها والدتي بالإقناع التاسع و تسعون إلا مقام وافقت ترجع !
أضف لكينونة أنها ممنوعة من دخول الوطن لأن خالي " فهد " مانعها و محظر دخولها للوطن ، و يبدوْ أنَّ خالي " عبدالله " قد عمل نون و ما يعلمون ليدخلها بالتهريب من لبنان على سوريا على السعودية المسألة ليست سهلة أبداً
سلطان بهدوء : حبيبتي اهدئي فالأمر لا يستحق ...
دانة دمعتها تتلألأ وَ تكابر أن تسقط : كيف لي أن اهدأ و كيف لي أنْ أجنح بالقبول !
و هي عادت مرغمة لحاجات معلقّة الأكيد أنني لست من ضمنها ، ألا يجدر بمن تمر بهذه الوقائع أن تتصلب وَ تنطوي قاسية مع جدائل الياسمين الآثمة .!
سلطان : اهدئي دانتي لا ما يستحق و خالقي ، أنا لست غاض الطرف عن خطيئة أمك الأزلية و لكن ها هي قد أدركت الخطأ و عادت مكبلة بالشوق و الحنين للوطن و أنتِ
يفضل لو تساعدينها و هي بحاجتك الآن ..!
مثلك واعية تماماً بما مرّت به هناك عندما كانت في لبنان ذاقت أشد الأمريّن ، فقر و طلاق و من زواج لآخر فاشل و حالتها جداً سيئة
دانة انفرطت : شجرة المبررات المقدّسة لا تنبت لها غصناً أخضراً لتهديني اياه في هذا اللقاء ، ثم أنه ما من أحدٍ أجبرها على أن تترك حياة الثراء و تغادرها هاربةً مع ذلك
" الزلمة" و تضرب إهتمامات المجتمع و أقوالهم بعرضِ الحائط ..
للأسف أنا الضحيّة وحدي فقط وَ لن أتردد بإنفصالي عَنْ جذعها .. ( ضاحكة بسخرية ) و لكن من يدرك ذلك !
أنا تجردّت من جذعها بينما المجتمع لا يزالْ يراني مجرد ثمرة ( تفاحة ) مِنْ شجرة آثمة و لن ينفك من إختزالي بها ..
سلطان : دانتي اهدئي قليلاً ، الدين علمنّنا مبدأ " كل نفس بما كسبت رهينة " لا يمكن لأي أحد أن يحملّك وزر أمك إلا جاهل
دانة : الجهلاء كُثر من حولي و أولهم المثقفون زملائي في الصحيفة ثم لا تنسى أيضاً المبدأ الديني اللي يقول " العرق دساس " و للأسف الجميع يتشبث به و يسيء فهمه
سلطان : لا يا حبيبتي لا تحرقك شمس الإقتفاء الأعشى أرى بأنْ حساسيتك سببت لك خلط رهيب ..
دانة بعصبية : لا حساسية وَ لا خلط و لا مزيج ، أنت بنفسك أتحدى أن تقول لأهلك
أنني ارغب الزواج مِنْ دانة بنت عبد الرحمن و التي أمها تكون " منى بنت عبد العزيز الفلاني"
سلطان ضرب محرك السيّارة بعصبية : سحقاً لهذه المسألة التي ما أن تنفك إلا و أن تعود بخيلاء مؤدلج بثقافة عرجاء ، ماذا قلت لك أنا في بداية علاقتنا وَ معرفتي بك
أهلي لا يكترثون لهذه الهرطقات وَ كما تعلمين نحن قد تجاوزنا حقبة أبي لهب و أبي جهل منذ سنين
دانة بهدوء: العصبية مخرج مستباح في كل ذي إشتعال
سلطان يخفي سأمه : كون أنك لا تثقي في شريكك الآخر هذه مصيبة على فكرة ، شيء لا يمكن أن يغتفر في أي علاقة بين اثنين
دانة عمت في صمت رهيب ..
سلطان : دانتي تحضّري جيداً من أجل أن تبتهجي برؤية والدتك ، لو رغبتِ في أن تتسهل علاقتنا و تستمر وّ نرتبط لابد أن تتصالحي مع أمك
دانة بإستدراك يتيم : لست مؤهل يا عزيزي أن تطلب هذا الشيء ، لدي ثمة إرتبطات هذا المساء و قد لا تكون " منى " إحداها
سلطان بإمتعاض وسط ضجيج السيارات : إن أي حوار بالجوال بنظري عقيم لذا نؤجل حتى الحديث حتى نرى بعضنا
دانة تتنهد : لتنسى مسألة أنني سأراك بعد الآن و سالفة " المواعيد " أشعر أنها خطوات نفعلها و الخوف يحكّمنا أكثر من أي لذة آخرى
سلطان في تعجب و إزدراء : " المديتون " و " المديّتات "مساكين كل ينظر لهم أنهم مراهقين منحليّن .. أوآه يا بلدي حرمّتِ حق العشاق من اللجوء لبعضهم البعض
دانة : هذا شيء منكر شرعاً قبل أن يكون قانوناً في بلدنا
قوّس سلطان حاجبه الأيمن : شرعاً تقولين إذاً!
دانة تمسك رأسها : أنا مغلقة حد التفكير الآن أسألك أن تدعني اصمت رحمة بك و بحالي و بالبشرية أجمعين
سلطان بحدة : الصمت مستباح رحمة مني بك أيضاً
دانة تبتسم : لا تتأمل كثيراً
سلطان : في أمان الله
دانة : الله معك
سلطان وَ هو يغلق جهازه النقال : شرعاً تقول لي " الموعد منكر "
( ضحك بسخرية)، ما الأمر اخالني وَ قد طلبتها الإختلاء بها في صحراء قاحلة لا مكاناً عاماً يمتلئ بالعديد من الناس ذو الفضول



يتبع ~~

 

سميراميس غير متصل   رد مع اقتباس