[فجر الجميري]

مدخل ..:
ليست كل الرقصات ..
رقصات فرح ..
قد تكون ../
رقصات وجع .. شجن ..
موت بنكهةِ الإنكسار ..!

( رَقْصَـــةُ المَــــوْت )*

أَحِنُ للماضي , وأنا موقِنةٌ بأنه بقايا سَكَــنـَتْ ذاكرتي ولن يعود ..
أحِنُ لأحبائِي, وأنا موقِنةٌ بأنني أصبحتُ عندهم ذِكرَى تناسوها
ببرودٍ قاتِل وأنا مازلتُ أعيش على بقايا وجودهم ولا أستطيعُ النسيان ..!!!
آهٍ عليَّ و عَلى حَنِيْنِي..آهٍ عَلى ألَمِيْ وأنِيْنِيْ..
* فالألمُ صَرَخَ بِأعلَىْ الصَّوْت..

وَمَا إنْ التَفَتَتْ إلَيَّ أعْيُنُهُمْ أَخَذوْاْ يَتَذَمَرُوْنْ ..
يُتَمْتِمُوْنَ .. يَتَعَجَبُـوْن ...!

أمِثْلِيْ يَعْرِفُهُ الأَلَمْ ..
أمِثْلِيْ يحضنه الأَسَىْ !!

ثم استداروا وأكملوا طريقهم !!
وَلَمْ يَتْرُكُوا سِوى الأحزان لي مَرسى ..
وأنا انزويت مع الأسى قضينا أوقات لا تُنْسَى..

وترَاكَمَت الأحزان فَوْقَ الأحزانْ..
وَالعُمْرُ يَمضِي ْ!!!

بَحَثْتُ عَنْ أُنَاسٍ أوْفِيَاْء فِيْ مَرْسَىْ أحْزَاْنِيْ,
وَجَدْتُ الكَثِيْرَ مِمْنْ يُعَاْنُوْنَ مِثْلِيْ..
وَاْصَلْتُهُمْ بِــــصَمْتٍ ذُوْ شُجُوْنْ..
وكَاْنَت الأحزَاْن هِيَ سَبِيْل الوِصَاْل بَيْنَنَاْ..!!
حَمَلُوْاْ عَنِّيْ أكْوَاْم الأحْزَاْن وَ حَمَلْتُ عَنْهُمْ..
رَسَمُوْاْ البَسْمَةَ عَلَىْ شفتاي وَرَسَمْتُهَا لَهُمْ..
مَحَوْا بَقَاْيَاْ الجِرَاْحْ.. وَسَلَّمُوْا قَلْبِيْ أغْلَىْ مُفْتَاْح..

كُلُّ هَذَاْ وَأكْثَرْ تَمَّ بِصَمْـــت..
تمَّ بِهُدُوْوْوْوْوْءْ, فِي مَكَاْنٍ تَرَكَتْنِيْ بِهْ أيَاْدِيْ كُنْتُ أظُّنُهَاْ بَيْضَاْء..!
_ وَلَكِنْ مَرَّتِ الأيَاْم وَ اتضح المَستور..
وَتَـنَاثَرَتِ الآمَال كُلُهَا فِيْ ذِكْرَىْ تِلْكَ السُطُور..
فهَنَـئْــتُ نَفْسِيْ بِإنْتِصَاْريْ.. وَسَلَّمْتُهَا قِلَاْدَةَ الوَفَاءْ..
وَأقَمْتُ حَفْلَةً رَاقِصَة لـ أحْزَانِيْ قديمها وَحديثها..

وَلَمْ تحتمِل الدُّمُوْع أن تَكُوْنَ مُجَرَّدَ ضيفة شَرَفْ ..!
هِيَ الأُخْرَىْ شَاركتْ أحزانِي, فَأخذتْ تَتَرَاقَصُ عَلَىْ الوَجَنَاتِ يُمْنَةً وَيُسْرَىْ..
( كَأنَّهَا سَعِيْــــدَة )!!

سألتني الأحزان في وداعية حفلتي الراقصة لِمَ لمْ تَرقُصِي؟!!
سؤالٌ أثَارَ فيَّ أحاسيس حُبِّ البقاء, وخنقَ ملايين العبرات !!
سَرَحْتُ قليلاً متشبثة ببقائي ..
وما إن لَبَثْتُ لحظات إلا والأحزان تعيد ذلك السؤال, وهي في قمة أشواقها
لترى رقصي على سمفونيات الرحيـــل..
وقفتُ حائرةً بين الرقص ومشاركة أحزاني وبين الجلوس مُتابِعةً فقط!!

تهافتت "في تلك الأثناء" لذاكرتي كل المواقف واللحظات التي قضيتها مع أحزاني الوافية..
وكيف ستكون حالتي بعد رحيلها بإنتهاء الحفلة الراقصة؟!!
قررتُ حينها الرقص معهم ..
وما إن أخبرتهم بقراري
وإذا بكل تباشير السعادة تملأ محيَّاهم ..
فأخذوا يتشبثون بــثيابي السوداء ..
ويجذبونني بكل شووووق إلى مسرح الأحزان ..

صَعَدْتُ إليــه ..!!

أحاطوني..
وأخذوا يدندنون ويتمايلون في شكل دائرة كاملة وأعينهم تَرْقُبُنِي..
رَفَعْتُ قَدَمِي اليُمنى بِخِفَّة..
خِفْتُ كثيراً من أن أُخْفِقَ بالحركة بشكلٍ انسيابي في ليلة الوداع..!
بدأتُ أتمايل وحيـــدة..وأخذت يداي بالتمايل أيضاً..
رقصتُ و رقصتُ و رقصتْ ....

أَخَذَتِ الأحْزَان تَـنْـظُرُ إلَيَّ بإعجاب ..!
وأكملتُ الرقص إلى أن اقتربت من منتصفِ الدائرة ..
انتابني الخوف كشعور أي إنسانٍ ينتظرَهُ الموت لِيُحَيْيِّه..
ومع ذلكَ أكملتُ طريقي ووصلتُ لتلكَ النقطة المتوسطة..

حدَّقْتُ بأحزاني ..وإذا بِهِم بكل خِفَّة يعبرون جسدي المتعب المتهالك
واحداً تِلْوَ الآخر..
ثم استداروا واستقروا فيني ..

وبدأت قدرتي على استيعاب الأحداث من حولي تَخْفُتْ !!
وعيناي أصبحتا عديمتا الرؤية !!
وخفقان قلبي أصابه الكسل ..
إنني أسمع نبضاتي الكسولة :
دق ..................... دق ..................... دق .....................

{{ حينها رنة الأجراس ......
مُعْلِنَةً نهايةَ أحزانيْ..
./.
مُعْلِنَة صَمْتَ حنينيْ..
/./
فَرِحَة بنهايةِ زمانيْ..

مخرج..:
هي رقصةٌ رقصتُها لحظة جنون ..
جنون الحرف..!
أتمنى أن ترتقي لذائقتكم ..

* من الإرشيف