_16_
"مالك ومامالك وهل يوجد مثل ذلك؟"
*علي بن أبي طالب _رضي الله عنه_
رحل هارولد أخيرا وإلى الأبد لقد بدى الأمر محزنا جدّا لكبار المنظّمة فهم أسفوا على فقدان ذلك الشاب المهذّب اعتبروه شهيدا في سبيل البشريّة خاصة عندما ألغى البرلمان الأوروبّي أخيرا قرار بناء مفاعلات نوويّة لأهداف سلميّة لدولٍ افريقيّة إذا لم تذهب روح هارولد سُدى
العالم أصبح أكثر انتباها فلاتزال تلك العمليّة غامضة المعالم وملامح منظّمة بيتّا أو مافيا بيتّا كما يسمّونها غير واضحة , لكنّ تأثيرها بدى أكثر وضوحا
"السلام أمرٌ محبّب لكنّ البشريّة بحاجة لدفع الكثير كي تحصل عليه"
هوارد قال ذلك أثناء أحد الاجتماعات بعد أن فكّروا بالتخفيف من عمليّات القتل والترهيب لقد أحسّوا بأنّهم قتلوا الكثير فعلماء الذرّة حاليّا باتوا أكثر خوفا وأقلّ عددا بل انّ الحكومات تقدّم المنح الماليّة للإغراء!
سنين طويلة مرّت وهاهو إدغار وعلى كرسيّة يقف وهو يتذكّر منظّمة بيتّا التي حلّت نفسها أخيرا وتفرّق أصحابها وفضّلوا الحياة بعيدا عن الضوضاء لكن كانت البيتّا مرحلة لاتُنسى كالمافيا ربّما كانت ظروريّة لزرع مفاهيم جديدة وان كانت بطريقة عنيفة وخاطئة كليّا , إدغار كان قد دفن الطفلة التي تبنّاها وكره كلّ ماتبقّى من حياته أحسّ أن البشريّة تسير وهنالك رحمة ربّانيّة ستتكفّل بكلّ شيء
كانت الحكاية قد انتهت فعلا لكنّ النهاية أتت بقصصٍ أخرى ربّما اختفت بعضها خاصة لبعض أعضاء المنظّمة فالزمن التهم كلّ شيء ولم يبقي إلا القليل
لكن أهمّ ماتبقّى من تلك الحكاية أن هنالك أناس إلى يومنا هذا يعتبرون المنظّمة حكاية من نسج الخيال!