..
4-
صعدنا إلى الطابق الثاني وَ اختبأتُ خلف الجدار بجانب الباب خشية
أن يتردد إن رأى عينيَّ بالعين السحرية ..
يَطرق أخي الصغير الباب وكل دَقة تُخْفيني أكثربين طوبتين ..
مَاذا لو كان من يَفتح هذا الباب البُني الغامق
وَ يَشرق بأسئلة حائرة لا تزال تُعانق الأشواك وَ تتدثر بِيْ !
مَاذا لو مررتُ الآن بجانبه وَ يكون أول من يشتم عِطري الهاديء الممزوج
بِ أمل نظرة منه حتى يلتصق بِها ويتعفر بيْ !
يشدُني ذلك المُشاغب الصغير نـحو الداخل
مُشيرا ً أن الكل قد دَخل إلا أنا منسية أُهدي بداخلي ولولة أنفاسي المُتسارعة ..
أخطو بثقلٍ أُعاتب الجدران و الزوايا كَيف لم تُوقظْنِي من بينها ..
وَ لم توقظ عيناي وصوتي حتى تُذكره بيْ !
انحنيت بغيظي وألمي كمن تُنقب بالأرض عن خطوةٍ له حتى أترك أخاديد
بالممرات ليْ لتَسقطُهُ بِهَا .!
جَلستُ وَ كأنني لا أعرف هذه الدار مُتجاهلة كُل ركنٍ بهِ ،
لزمتُ مكاني بِمُحاذاة التلفاز أتوخى مناظر القتل و الدمار الذي يشهدهُ عالمُنَا
الإسلامي ، وأتجنَّبُ أي موقف حزين لا أُريد أن أقتل عَيناي فأنا الآن على
وشك البُكاءْ ..
أرفعُ الصوت وأقترب منه أكثرخشية سماع صوتُه
فإني على وشك الانهيار !
: يارب ما يجون بسيرته ولا بطاري زواجه مابي أبكي ياااربي ..
أسمعُ نداءه الآن وَ يصرخ [ يكفي يكفي ] وَ يتجادل مَع أمه وأخته ولا أسمع لهن صوتا ً
.. تُغلق أُخته البَابْ.. وأنصت لِمَا هو مَذعور هكذا !!
وددتُ لو أتقاذف الحديث معه وأصفعهُ بكل قوة حَدَّ الألمْ ليلزم الصَّمتْ ..!
يتغلغل فِي مَسامعي حين قال ذات مرة لِ أختهِ من خلفِ باب :
[ هاتو لي بشوره الحين أبيها أبيهَــا ]
:ياثقيل الدم وش هالحب اليوم لبنتي وهي نايمه لاقامت نجيبها لك خذ اختها عندك .
:لا الحين أبيها قلت لكم ما أبي إلا بشوره.
..