منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - [ لحظة ترمّد ]
الموضوع: [ لحظة ترمّد ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-15-2009, 09:06 PM   #1
سعد الصبحي
( كاتب )

افتراضي [ لحظة ترمّد ]


يجرف المطر بقايا الليل
يتشبّث الليل بي
كآخر قشّة من الأمل البعيــد
في الليل يصحو الحب شيْخاً
يحصد خيْباته من جبيني
وانا النحيلُ كسعفةٍ تعبثُ بها الريح
و تصلّي !
أنا أكثر تعباً من الطرقات
خطوتي تيتّمت في الغياب
ساقي تنكرُ الغدَ
حافي الحُلمِ
بالي القدم ِ
مرفقي لا ينثني كما كان قبلك
اصابعي تلعن كفّي وتبدأ في التلاشي
حنجرتي ناي مكلومٌ برحيلك
وجهي يقلّب ملامحه
أمسي يبعثر وجهي
ليعلن سطوة الفطرةِ والطينِ والجدارِ المتشققِ والسقفِ المائلِ والقرى والظلِ والوصايا و الجدائلِ والرسائلِ والمطرِ والزوايا المنفرجةِ والكهفِ و أهله وكلابهم والطرق الترابية ونظرات السائقينَ والسحاب الأسود والسهول الغبية والقِبلة التائهة والقُبلة المرميّة والرصيف والرفاقِ والسجائر و الأزقة والأحياء الشعبية والجياع والنوافذ المُشرعة و السجنِ والليالي المنتشيةِ و الفراشِ المهتريء والمسافة والدفء واليد والجسد و الطفولة والكهولة واللّعب والعُلب الفارغة و عيْنيــك والريح والحريّة والبحر و الموّال والبؤس والقارب المثقوب والحُلم المُتغابي والملح والأمل والدّم الأول و الرماد وصدري والشّعب والعشب والحليب و الصباحِ والمصروف الناقصِ والفقر والقفر من الارض والنخيل والبئر الثكلى والوحدة والدمع والعدم والغناء وروحي و الظلم و القبليّة والقبيلة والانتحار والانتصار والقبر والموت و الموتى والولادة بعد الموت والموت قبل الولادة والصّرخة والظهيرة و الفجر وكفّيْك والطُمأنينة وأمّــيْنا والآميـــــــن والدعوة والسجدة والخشوع والطّيبة وليْليْنا !


على الحنين المصلوب بين أضلعي
وصدرك !

 

التوقيع



ولا تُسعفني مآذن الحِجاز لأتجاوز حُزني , لستُ مؤمناً بما يكفي لأحتمل فقدك !



سعد الصبحي غير متصل   رد مع اقتباس