منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - إنسان ( العطاء) - امير (القلوب ) - ضمير ( الوطن) / أبـي الراحل ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 12-14-2009, 09:39 PM   #3
شوق علي
( ..|وَيَرْتَديها الْجُنون‘ )

افتراضي




نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



بعد ان تولى سموه الحكم رحمه الله استطاع ان يكمل مسيرة الخير التي بدأها شيوخ الكويت من قبله... وحمل امانة الحكم في رعيته الذين نالوا العناية في مختلف نواحي الحياة من تعليم وصحة وترفيه... الخ.
و انطلاقا من مبدأ العطاء الذي جبل سموه عليه... وتربى في كنفه.. كانت لسموه رؤية في أن الخير لأبناء البلد اولاً ثم الافاضة منه على الدول العربية والإسلامية ليعم الخير على الجميع وذلك من خلال مشاريع انمائية كبرى حملت معها اسم الكويت الى كل ارجاء المعمورة.. ولتصبح الكويت هذه البلد الصغير في حجمها.. الكبيرة في عطائها.
وقد استطاع سموه رحمه الله خلال الثماني والعشرين سنة الماضية ان يوثق ويزيد من العلاقة الحميمة بينه كحاكم وبين ابناء شعبه.. وذلك من خلال الرعاية الأبوية التي خص بها سموه ابناءه المواطنين بمختلف فئاتهم.. وتعدد مذاهبهم وعلى أساس المساواة الكاملة بين الجميع شيباً وشباباً.. رجالاً ونساء وأطفالاً وفي عهد سموه رحمه الله تطورت الكويت ونهضت في مختلف المجالات.. وفي جميع نواحي الحياة.. وأصبح للكويت وزن وثقل على المستوى الدولي سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي حيث عمت مشاريعها التنموية ومساعداتها الانسانية مختلف شعب العالم.. وعلى المستوى السياسي كانت الكويت ومازالت لاعباً اساسياً في الكثير من المواقف الدولية التي يكون للكويت دور فيها ورأي يؤخذ به ويعتد به.. سواء على المستوى الاقليمي او العربي أو الإسلامي او الدولي... وهو دور مشهود له تلمسه الشعوب قبل القيادات في صور إنجازات يعترف بها الجميع...
وقد كان عهد سموه رحمه الله من أكثر عهود الدولة الكويتية خصوبة وإزدهاراً.. فقد تولى سموه إقامة الأسس التي نهضت عليها هذه الدولة الحديثة التي نراها الآن.. وباختصار فقد كان سموه هو المهندس الاول لحركة الاستثمار في الداخل والخارج.. وكان المشرف على الخطة الاستثمارية التي حررت البلاد من الارتهان لمورد النفط فقط.. وهو كان المحرك الاكبر لأنشطة الرساميل الكويتية في أسواق العالم.. فكان من نتيجتها عوائد تفوق عوائد النفط.. ومما كان له عظيم الأثر على إسعاد الاجيال الحالية ودون نسيان الرعيل الأول.. ومن هذا المنطلق نشأ الاقتصاد الكويتي وترعرع في كنف سموه.. وتحت رعايته رحمه الله ليصبح من اقوى الاقتصادات على مستوى العالم لما حققه من نجاح مشهود.. انعكس بدوره على ابناء الوطن الذين وفر لهم عيشاً كريماً... وشكل بنية تحتية لبلد بدأ حياته بدون موارد..
وقد شهدت المرحلة التي توفرت فيها الفوائض المالية في عهد سموه رحمه الله نتيجة لتصدير النفط التوجه الى الاستثمارات الضخمة وطويلة المدى.. حتى تكتمل حلقات النجاح الاقتصادي الذي بدا واضحاً على ارتفاع مداخيل الأسر الكويتية حيث زيدت معاشات العاملين والمعاشات التقاعدية في الاعوام 1979، 1981، 1982، 1985، 1990، 1992 و 2001 وحتى الآن.. فما زال العمل جاريا على تعديل الرواتب وزيادتها.. وقد كانت رؤية سموه رحمه الله ان مسيرة اقتصاد الكويت الوطني ليست مصالح ذاتية ولا مكاسب آنية.. إنما هي مسيرة وطن.. باق بأرضه وبأجياله.. وواثق من غده ومستقبله.. ولذلك فمن حق هذا الوطن الذي أفاء بخيراته على المواطنين.. أن يكون هو أول المستفيدين من هذه الخيرات باستثمارها على أرضه لخير أبنائه.. فأموال الكويت هي عصب قوتها.. ولعل في توجيهها الى تبني المشاريع المحلية التي ستنتج عن انتقال بعض النشاطات والخدمات الى القطاع الخاص فرصة استثمارية نافعة للفرد والوطن...
ويعيد سموه رحمه الله الى اذهان الكويتيين... ان الكويت عاشت بالمحبة والسلام والعلاقات الطيبة مع الجميع.. ونبذت العدوان بكل أشكاله.. وهذا ما هيأ لها مكانتها الاقليمية والعربية والاسلامية والدولية.. وانه اذا حاد الكويتيون عن هذا النهج متجاوزين قدرتهم يفقدون طريقهم ويخوضون في طريق غير مأمون المسير والعافية.. لذلك دعاهم سموه رحمه الله ان تكون خياراتهم على قدر امكانياتهم وتحدياتهم على قدر حجمهم.. وحذرهم من ان تكون صيحاتهم اعلى من حناجرهم.. فالله سبحانه وتعالى لا يكلف نفساً الا وسعها ولا يسومها الا ما اثاها..
وقد كانت قيادة سموه للبلاد رحمه الله.. وتوجيهه للعمل السياسي فيها كان سموه رحمه الله وما زال يتصرف على أساس ان الديموقراطية اختيار كويتي كان منذ البداية وهو سبيل الكويت الدائم في مسيرتها المتنامية.. وان الديموقراطية الكويتية ليست مستعارة بل هي أصيلة ومحلية.. وكويتية الجذور والمنبت والنهج والقيمة.. انطلاقاً من ان الشورى بين الكويتيين في تسيير امور بلدهم واقع تاريخي.. وهذا المعنى وكما كان يرى سموه رحمه الله ما يعطي الديموقراطية الكويتية شخصيتها المتفردة ووصفها الحقيقي ومغزاها الاصيل.. اما عدا ذلك من التقليد للآخرين فهو لون من ألوان التبعية التي ينفر منها الكويتيون كل النفور.. فهم يحرصون دائماً على الأصالة التي هي ابرز سماتهم عبر مراحل التاريخ..


/

 

شوق علي غير متصل   رد مع اقتباس