[عطْرٌ وَ جَنَّة]

.. هَل خَفَت الْهَواء قَليلاً
بَعد مُضِي الْطُيور يَا عَارف ؟!
نَعَم أشْعُر بِذلك ..بَعدما نَمَت قُدْرَةٌ صَغْيرةٌ فِيَّ ..
..قَدْرَةٌ صَغْيرةٌ ..تَسْمَح لِي بِرفع كَفي ..وَ الْتَلويح لِظلّك ..خِلْسةً وَقَبْل أنْ تَلْتَفِت .
سَأصْدِقُك الإحْبَاط :
لَن أسْمَح لِكَفي ..ولا للقِدرة الْصَغيرة ..الْمُتَأخِرة ..’’الْتَلويح’’ ..
هَكذا يَكْفِي لأنِي أحبُّ وَجْهِي وَأحنق عَليه ..
هَكذا يَكْفِي .. أن تَلْتقطني كامِيرا الْكَون بَين ألآف الْمُتحَرِكين ..
وأنا الْسَاكِنة و كَفْي أول الْطَابُور ..وَ صَوتْي ورَائي بأزمنةٍ شَعريّة ..يتفقّد حُنْجَرتي ..فِي أعناقِ الْمُغادِرين
..و خَلْف وِشاح الشِّتاء ..وَتحت لِسان الْعُصفور ..الَّذي تصدّق بِريشه ..وطَلَى عُريّه بالظَلام ..
هَذا يَكْفي .. أنْ أعْرِفُك جِداً ..وأنا لا أعْرِفك ..
أنْ ’’ أحلف ’’ عَلى قَلْبك .. وأنا لَم أرى مِنك آميناً واحِدة ..
أن أعدُّك مِن ضِمن الْعَشر بأصَابِعي ../ وأختلف بَين الْإبهام ’ الْبصَمة ’..والْسَبابة
الْتِي عَانَت تأرْجُحِي بَين الْغَيم وَ الصلاة .
أن أشَارِكهم سِيرتَك ..وأتَمنى لِي الْتَوفِيق بِكَ ..فِي نَفْس اللحظةِ التِي أخاف فِيها الْسُؤال ..[ - طيب إنتِ وش دَخلك ؟ ]
أن أنام ..وَجِفني غَائِب ’’ لا هو سعيد ولا طيب ولا هو بخير ’’ .. وأصحو .. لأنتظره ..
ولا ألتقيهِ ويَلْتقيني .

ييه يَاعَارف ..’’ هذا يكفي صح ؟! ’’
حسناً / تخيّل فَقط أنه يَكْفِي
- لأني سأدفع الكاميرا الآن ..
حَتى لا يَنتهي الفلاش ..بلونٍ أسودٍ ..يُغرّب ملامحي الى الأبد .
..ملامحي الْتِي أقرضتها الصباح حِينما قَرأتك ..وَ مازال مُتْمسكاً بها ..
حّتى ’’ أصير أكثر شجر أخضر ’’
وَيعلن الْخَريف ..
مِيلادي .