*
أَتعلَمينَ مَن يُنجِبُ الحَكايَا ؛ يَاصَدِيقتِي !
[ 1 ]
الانهِمارُ السَّماوِي ،
قَطرَةً ، قَطرَةً .. ثُم ضَجِيج !
قَرعٌ خَجولٌ .. ثُم دَكٌّ ، دَكْ !
كَم حِكايَةً أَنجَبهَآ غَمامُ السَّماءِ ؟!
تَناوَلتَهآ مِن جَعبَةِ الأَيامِ ، وَلقَّمتهَآ فُوهَةَ الذِّكرَى !
- رَصيفٌ غَطاهُ الغِيابُ !
- أَبوَابٌ دَكهَا الاِنتِظارُ !
- نَوآفِذ بَللهَآ الشَّوقُ !
- طُفولَة ، غِنَاء
صَوتٌ وَصَدَى !
[ 2 ]
جَدتِي ، جَدتِي يَآصَديقَتِي ؛
كَانَت تَصنَعُ المُعجِزاتِ فِي حَدِيثِهَا !
تَقطِفُ بِذرَةً مِن أَيِّ سُؤآلٍ أَو حَدثٍ عَابِر ،
لِتزرَعَ شَتآئِلَ حَكايَا ،
وَآرِفةً
بَاسِقةً !
لَذيذَةً هِيَ اللُّغَةُ التِّي تَخبز بِهَا ، أَشتَهِي مَعهَآ أَن أُصغِي كَثيرَاً
وَأَن تَحكِي هِيَ دَومَاً !
أَتلقَمتْ جَدتِي هَذهِ القُدرَةَ ، مِن حَياتِهَا البَسِيطَةِ ،
مِن صَوتِ المَكنَةِ ، وَالخُيوطِ ، وَالأَقمِشةِ السَّادَةِ وَالمُلونَةِ ،
مِن المَقصِّ ، وَوخزِ الإِبرْ وَشَرِيطِ القِياسِ !
أَكَانَت الليَالِي الهَادِئةُ مِن ضَجِيجِ الدُّنيَا ،
المَملُوءَةِ بِصبرِهَآ ،
تَصحَبُ لَهآ الحَكايَا !
تُسرِّبُهآ مِن النَّوآفِذِ ، وَالفَتحَةِ أَسفَلَ البَابِ !
مَع دِيكِ الصَّبآحِ ، وَقِططِ المَساءِ !
أَم أَنهَا مَوآرِيثُ ، يَمتَصُّهآ ،
كُل مَن كَوَّمتْ الدُّنيَا أَيامَهَا ،
وَألقَتهَآ تَجاعِيداً فِي تَضآرِيسِ جَسدِه !