منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - كيف ماتت أحلامُنا
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-17-2009, 01:31 AM   #2
حياه
( كاتبة )

الصورة الرمزية حياه

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

حياه سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية

افتراضي


..
عِندما حلَّ الليل ذهبتُ لأنظر للسماء العالية المُظلمة انتظر منتصف الشهر
حتى أخبر القمر أنَّ أحلامِي لم تكتمل مِثلهُ يوما ً أبدا ً ..
وَ أنَّ الخوف قد زادنِي خرسا ً .. وأن أحلامِي لم يوقظها فرحٌ رتبتُ له سنينا ً بِعمري ..
بل أصبحت الكوابيس كُتلٍ وَ مُُجسمات من خوفٍ تُلاحقني وَ تلازمُني حتى
تبتكر فاجعة ..!
أنتظر ذلك القمر بشغف أريد أن آتيه لأنني فزعة حتى يَلمني بينه
أو يُخبأني خلفهُ كيلا تُغيظني الأحزان وتكفنني بغتة .. بسؤالي : كيف أحلامُنَا ماتت ؟!!
تأتيني أختي دون أن ألاحظ وجودها منذُ عشر دقائق ..
تحمل بوقوفها ألف سؤال لِما عيناي تغرقهما الدمع منذُ أشهر
دون أن تهطل وَ لما هذا الكبرياء يعتلي ملامِحي الشرقية ،
حَاربتُ أنفاسْ الجسد الذي يسترق حشرجة أنفاسي المغبونة وَجعْ ..
:يالله جو السعودية على طول غبار متى يكون صافي !
وامسح عيناي وأضع ابتسامة مطعونة على وجهي وألتفت قائلة ..
:إنتِ هنا .. !
:إيه من زمان يا بشاير وش فيك قاعدة ليه مارتبتي أغراضك
لعرس أمل بنسافر بكرا وأنتِ بهالحوش وهالرطوبة .!
: أنا جاهزة يا نوف أهم شي انتِ وخواتي لكن أكثر من رأي وألف مرة تروحن للسوق !
: تعرفين بنات عمتي كشخه لازم نكون أحسن منهن ولاتنسين بعده
عرس ولد عمي . وبين عرسه وعرس أمل بس اسبوع تجهزي زين
: طيب زين روحي بس ، قطعتي حبل أفكاري ..
..
كان الليل طويلا ً يُشقق أجفاني سهرا ً مُتسائلة كيف ستبدو أجواء الرياض غدا ً ،
من سأرى !
من سَ يستقبلنا عند ذلك المخرج الذي يتوه والدي فيه إن لم يستقبلنا أحد !
أُنزل رأسي أتتبع تخبط خطوات النملة الباحثة عن جحرها
وأنا أرسم لِ غدي خيبة بتأوّه :
إذا ً سنتوه غدا ً و ستنسانا شوارع الرياض الكثيرة ..
يتغلغل فِي مسامعي صوت سيارة كانت أمامنا كُنتُ أراقبها جيدا ً ولا أضيُّعها ،
حينما كنا فِي آخر زيارة لنا تبعتنا لوداعِنا وَ سِبقناها ،
يتوقف سائقها فجأة و لا سيارة أمامه !
وكأنها تَصرخ بقوة حتى تُسمع الرياض صَوتها المُهتز!
: وش فيه مسك فرامل فجأة ومحدن قدامه !!
: ما عليك مجنونه سواقته هذا ومتهور ..
همست أختي الكبيرة إلى أذني بضحكة ..
: شكله يعبر عن حزنه !
أصعدُ إلى غُرفتي تاركةً الغصن الذي شَرَّخَ أصابعي وَ أعتكف عند الباب
[ والله لو نسانا ما بنسى المخرج ولا بنسى الشوارع ] !

 

التوقيع

:


حَسبُنَا الله سيؤتينا الله من فضله إنا إلى الله راغبون .

حياه غير متصل   رد مع اقتباس