حاول ان يخفي امتعاضه من تصرفها
وهي تحمل فنجان قهوته وتغادر قبل
ان ينتهي منه.. تصرّف وكأن شيئاً لم
يكن وراح يكمل ما كان يكتبه في المفكرة
وتستوقفه الذاكرة حين كان طفلاً يتفيأ
جدار بيتهم.. ويقاسمهم الحليب بالزنجبيل
صباحات الشمال الباردة.. تذكّر صاحبنا
كيف انه يتلذذ بآخر قطرة من الفنجان
والتي عادة ما تكون قد بردت قليلاً..
رائحة المطر.. تختلف تماما عما يشمه
من نافذة شقته الصغيرة البعيدة جداً.
عشرون عاماً واشهر.. وما زال يشعر
بشفاهه ولسانه وحواسه كلها طعم الأشياء
عندما يكون هناك مشابه او نظير.
صوت كركبة في الأستديو يفيق على اثره
يستعيذ بالصبر من لعنة الوحدة..
الباب الخارجي يقفل عن يوم أحدٍ كئيب
يقولون انه بقدسية الأحباب لمن لا احباب له.
الباب الداخلي يقفل.