منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ايها الشاعر .. لا تصالح !!
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-01-2009, 07:43 PM   #1
فهد دوحان
( شاعر )

الصورة الرمزية فهد دوحان

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

فهد دوحان غير متواجد حاليا

افتراضي ايها الشاعر .. لا تصالح !!



ها أنا اشعر بالحاجة الى اعادة هذه الصرخة القديمة من جديد !

:

احترف الشاعر الغناء العظيم مذ رفرفت في صدره حمامة العشق ونبتت فيه بذرة البوح، فحاول بعضنا ان يخنق هذه الحمامة بعد أن مدت جناحيها لسماء الشعر فالتوت، واختلفت فيه النوايا الطيبة الى نوايا شريرة وتلكم الحمامة ما عادت الا غرابا ينعق بما تبقى من جسد لانه ما عاد يحمل تلك الروح !

يالها من فجيعة ان ترى تلك الاجساد الخالية الا من الشر قد سلمت نفسها دون أي مقاومة او رفض وراحت تمد التراب لقابيل الذي اخذ يداري سوءاتهم ايضا!

حين يكون الشاعر شريرا فقل على الدنيا السلام!
ويالها من معرفة حين يتورط الشاعر منا بمعركته مع نفسه بأن يحاول الخروج سالما من دون ان يموت فيه أحد، فحين يموت الانسان فيه فلا حاجة لنا به وحين يموت فيه الشاعر فقد ماتت معه صفة الشعر والشاعر فيسقط مثل ورقة صفراء تكابر الريح ولا حاجة لنا اليه ايضا !

ويصرخ شاعر عربي:
«قتلتنا الردة
قتلتنا أن الواحد منا يحمل في الداخل ضده»

ايها الشعراء انظروا الى دواخلكم هل هي مثلما تركتموها آخر مرة ؟
هل ظل فيها من الورق الاخضر الندي أثر يوشي بالحياة وبقلوب مبصرة ام انتصرت الرمال ؟
هل انتم انتم ؟
هل أنتم الذين نعرفهم قبلا ؟
هل غيرتكم هذه المطبوعات والفضائيات ولم تستقر في انفسكم قناعة الشعر العظيم الذي لا يلتفت كثيرا الى هذه الفوضى المرتبة ؟!
هل بقيت عندكم من المثل الطيبة والمبادئ الراسخة والقناعات المحترمة ما يجعلكم فخورين بأنفسكم للحد الذي لاحد له أم انكم غير ذلك ؟
انا لا أطلب منكم ان تطلقوا الرصاص على رؤوسكم كما فعل خليل حاوي ذات هم.
ولا أطلب منكم الذهاب الى مستشفى المجانين كما فعل نجيب سرور
ولا يفرحني ان يقتلكم الحزن بالذبحة القلبية، كما فعل مع صلاح عبدالصبور
ولا أن يقتلكم السل وتفتتكم الوحدة كما هو السياب...
ولا يرضيني أن يقطع القهر انفاسكم ويقضي عليكم كما فعل بأمل دنقل، ولكنني اصرخ معه من كل قلبي وارددها سبعا :

«لا تصالح .. لا تصالح .. لا تصالح .. لا تصالح .. لا تصالح.. لا تصالح .. لا تصالح »
لا تصالحوا الشر ولا تصالحوا أهله وقولوا «لا» في وجه من قال نعم، وأخرجوا من صدوركم سبارتاكوس الثورة العارمة في وجه هذا العهر الروماني الشعبي الذي سطح المفاهيم، وخنق الانسان في أرواحنا ليزداد طغيان الغباء يوما بعد يوم وتمتد رقعة السطحية لتبلغ آفاق قلوبنا...

كونوا أنتم لاغيركم ..
كونوا من تنظرون اليه في المرآة فلا يخجلكم انكم هو...
كونوا الذين لا يبيعون أرواحهم ولا يؤجرون قلوبهم كالشقق المشبوهة التي يرتادها سقط القوم !
سأعترف صدقا انني تعبت لكنني لم أتغير وراودتني نفسي التي بين جنبي ذات قلة يد أن اصنع مثلما يصنع الآخرون فنهيت النفس عن الهوى وانتهرت وخجلت تلك اللوامة !
قد يضعف الانسان أحيانا والشاعر كذلك ولكن ليس للحد الذي يبيع به نفسه !
الا أيها الشعراء:
هل مازلتم تمتلكون انفسكم ؟
«اللهم ابتدأ التخريب الآن
فإن خراباً بالحق
بناء بالحق» !

 

فهد دوحان غير متصل   رد مع اقتباس