منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - ما هكذا تورد الإبل يا فهد
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2009, 01:55 PM   #1
حمد موحان
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية حمد موحان

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

حمد موحان غير متواجد حاليا

افتراضي ما هكذا تورد الإبل يا فهد


لا شك أن فهد عافت من أبرز الشعراء الذين تمركزوا في الساحة الشعبية منتصف الثمانينات
وهو من الشعراء الرائعين الذين تركوا بصمة مؤثرة في جبين الشعر فهناك من وصفه بشاعر
الغزل والحب وآخر وصفه بشاعر المآساة و الوطن ولا أبالغ أن وصفته بهدهد الشعر ، و لا أحد
يخفى عليه أن الهدهد له عدة ألوان محاذيه في جناحيه متغيره في ذيله إلى قدميه وعلى الرغم من
كثرتها إلا أنها ألوان جميلة تكسبه منظر رائعا ، والعافت أيضا مكتسى بألوان جميلة أولها لون
الثقافة والفكر ، تتلوها أبجدية الحزن في قصائده التي سرعان ما تسعدك ثم تبكيك ، يشاطرها
لون المرح في حجم المأساة التي تكمن بداخله ، وبومضة تجتمع هذه الألوان وتدمج كلها وكأنها
لوحة فاتنة تنتسق بعمودي أنارة محاذي كل منهما الآخر بنفس الحجم والروعة ، والقصيدة
الواحدة من قصائدة تستلقي كروعة قطرات المطر حين تهبط وينكسر ضوء الشمس خلالها
ويتكون منها القوس قزح أو أثنا عشر لون مرتكزة قاعدتهن بيد فان جوخ ليرسم بها لوحة
الليلة المضيئة بالنجوم ، فهد عافت على الرغم من أنتقاد الكثيرين له الأ أن نجمه لم يأفل بل
على العكس زاد سطوعا ً وبروزاً وخطواته لم تتأرجح وسيّرته في خطا ثابتة و صنعت منه
مزيجا من روائح العطر الجميلة الموضوعة في قوارير مرصعة بالألماس ، وهنا تحدثنا عن
فهد الشاعر فقط ولم نذكر فهد كاتب المقال ، فهد الكاتب لم يحظ بشهرة فهد الشاعر لسبب
عائد إلى أغلب مقالاته الصحفية المطبوخة بشكل باهت وباردا أيضا لم تصل إلى مرحلة
الأستواء ولاحظها الكثيرون ممن تذوقوها ، ففي مقاله الصحفي تحول إلى معلق رياضي
كثير المراوغة بكلامه لجهة الفريق الذي ينحاز إليه وكثير المماطلة في الحديث بالمباريات
التي تكظ بالأخطاء حتى يتسنى للمشاهد متابعة المباراة بمواصلة دون الملل وتوجية المحطة
إلى شيء آخر ، وحتى مقالاته النقدية والأدبية مرت مرور الكرام على قرّائه حتى عادت إليه
من جديد لتمر هي الأخرى بين رجليه دون أي محاولة له تذكر في حجبها ، بل أن كرة النقد
الموجهه إليه في كتاباته أراها أستقرت في شباكة بسهولة دون الولوج منه والأتيان بخط
دفاع جيد يصعب مرواغته هو الأخر وما أن أستطاع أحد المهاجمين فك حصاره منهم سيجد
الحارس له بالمرصاد أما يقذف الكورة بقوة فيمسكها أو تضيع تسديدة المهاجم وتمر بجانب
القائم لتسديده ياها بعشوائية ودون تركيز، يبدو لي أن العافت شعرا رمى رغبة القارئ في
عرض الحيط ورمى عرض هذا الحيط للبحر الذي سيرميه للأسماك وأستغنى فعلا عن النقد
الكريم والمشورة وهذا ما قاله في كيميا الغي .

كيف أبخدع كل هذا اللّب
وأغويه يتخلى عن قشوره
قلت أبرمي رغبة القارئ
في عرض الحيط
و أرمي عرض هذا الحيط للبحر
الذي برميه للأسماك
و استغني من النقد الكريم عن المشوره ؟




يبدو لي أن فهد عافت كان حذقا جدا في ما قاله في كيميا الغي ، ومن كانت له حاسه
في هذه القصيدة بالذات كان يستطيع أن يرى ماوراء الكواليس في مايرمي إليه فهد
عافت من دلالات عميقة !!


وفي الأخير لا يسعني إلا أن أتوجه بهذه المقولة ( ما هكذا تورد الأبل يافهد )

 

حمد موحان غير متصل   رد مع اقتباس