منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - .. جنازةُ حيّ ..
الموضوع: .. جنازةُ حيّ ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-27-2009, 09:55 PM   #1
محمد فكري
( شاعر )

الصورة الرمزية محمد فكري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

محمد فكري غير متواجد حاليا

افتراضي .. جنازةُ حيّ ..


جنازةُ حيّ
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ينادي المؤذِّنُ في مسجدِ الحيِّ
كلَّ مساءٍ عَلَيّ

فقيدُ المماتْ !
كعادتِنا كلَّ يومٍ نصلّي على ما تبقّى لهُ من رُفات

ينادي المؤذِّنُ حيثُ ينادي
وما زلتُ في غرفتي/في عنادي
أقاوِمُ بالموتِ موتي
إذا مرّ إسمي على أذُنَيّ

أُقاوِمُ..
أُغلَبُ..
يحملني شارعُ الحيِّ
أمشي وراءَ الجنازةِ..
بينَ الجنازة

أَهُمُّ قليلاً وأحمِلُ نعشي على كَتِفَيّ

تأمّلتُ موتَ الجميعِ جواري
وكلٌّ يظنُّ بأنَّ الذي ماتَ ليسَ سِواهُ
ويحمِلُهُ النعشُ
أدركتُ
ليست جنازةُ فردٍ
ولكنني في جنازةِ حيّ !

أعودُ إلى غرفتي بعدَ دفني
أموتُ قليلاً
وأحيا
فيطرُقُ صوتُ المؤذِّنِ بابي
بيومٍ جديدٍ ينادي عليّ

فيا ثوبِيَ المستطيلُ الأخير
كأنّي أراكَ تُرَفرِفُ حولي ولا حولَ لي
فابتعد لحظةً ثمَّ خذني إليّ

تمهّل
فما زالَ عِندي امتحانُ الدراسةِ/صوتُ انتخابٍ-فقد يَحسِمُ الأمرَ صوتي-
وحفلُ زفافي
وبعضٌ من الغَيبِ
لستُ أراه

تمهّل
لأنّي أحبُّ الحبيبةَ
ليسَ لأنّي أحبُّ الحياة

 

التوقيع

قلبي كمرساةِ السفينةِ

تطمئنُّ لكلِّ شيءٍ قبلَ أن تنوي الرحيلَ إلى البعيدِ
وكلُّنا يهوى البعيدَ فكيف خانتكِ المشاعرُ والرياح
أصبحتُ وحدَكِ في الغيابِ وصرتِ وحدي
نقرأُ الأيامَ في صمتٍ
ونبتسمُ انكسارًا للحياةِ ولا نقاوم

.. فكري ..

محمد فكري غير متصل   رد مع اقتباس